شابة جميلة «سبحان الخالق».. رقيقة.. على وجهها مسحة حزن.. ومع ذلك ترى فى عينيها نظرة رضا.. رضا بما قسم الله لها به.. رضا بقضاء الله وقدره.. تبتسم ابتسامة جميلة، ولكنها فى نفس الوقت حزينة.. نعم حزينة فهى برغم سنها الذى لم يتجاوز العشرين.. فإنها تحمل هموم كهل..وبالرغم أن خراط البنات قد مر عليها.. ظهرت ملامحها الأنثوية.. أصبحت عروسا.. كانت الأم تنظر لها وتتابع خطواتها..معجبة هى بجمالها وسمرتها.. الأم تؤكد بينهاوبين نفسها أن الله سوف يزرقها بابن الحلال وتدعو الله أن يتقى الله فيها وأن يكون نعم الزوج.. كانت تطلب من الأب أن يضع فى حسبته أن البنت كبرت وفى يوم من الأيام تحتاج إلى الجهاز.. وهذا ليس بقليل،ولكن سيتكلف الكثير والكثير وهذا سيكون فوق طاقة الأسرة.. الأب موظف بسيط وراتبه يكفى الأسرة بالكاد.. وينظر لها الأب ولسان حاله يرد عليها وهل هناك فائض حتى أوفره للزواج؟.. ومع ذلك فإن الأم تحلم بيوم عرس ابنتها.. والأيام تمر والأسابيع تجرى والحياة تسير بحلوها ومرها،ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. الابنة الجميلة تنام على السرير غير قادرة على الحركة من شدة الحرارة والأم تحاول وتحاول أن تخفف ارتفاع درجة الحرارة بالثلج أو ببعض المسكنات وتفلح قليلا ولكن سرعان ما ترتفع درجة الحرارة مرة أخرى وأصيب بنوبات قىء.. اصطحبتها الأم إلى الطبيب الذى وصف لها الدواء وشخص الحالة بأنها مصابة بنزلة برد بالمعدة وما هى إلا أيام قليلة وسوف تصبح سليمة.. وامتثلت الأم لنصائح الطبيب..وظلت تنتظر أياما مثلما أخبرها ولكن حالة الابنة كما هى.. بل على العكس ظهر تورم بأصابع قدميها وامتد إلى القدم والساق.. وأصبحت غير عاجزة عن الحركة.. الأم يكاد قلبها ينفطر على الابنة ونصحتها جارة لها بأن تذهب إلى الطبيب مرة أخرى وعندما شاهد الحالة طلب من الأم سرعة إجراء بعض التحاليل، وكانت الكارثة التى لم تتحملها الأم أن الابنة مصابة بفشل كلوى وتحتاج إلى جلسات غسيل دموى طوال الحياة.. بكت كما لم تبك من قبل.. الابنة فى ذهول فهى لم تستوعب ما قيل.. ولا تعلم ماهية المرض.. تم تحويلها إلى مستشفى المنيرة لإجراء جلسات الغسيل الدموى وفى هذه الأثناء الأب مرض وأصبحت الأم هى المسئولة عن البيت والابنة المريضة وكان على الأم أن تصحب «خديجة» الابنة المريضة إلى المستشفى لتلقى العلاج والنوم لمدة ست ساعات على سرير موصل بأجهزة الغسيل الدموى ترى الأم معاناة ابنتها وعيونها التى ذبلت بسبب هذا المرض اللعين،ولكن قضاء الله ولا راد لقضائه..وكانت معاناة الأم تفوق معاناة الابنة..فهى تعانى نفسيا وجسمانيا وماديا.. نفسيا بسبب معاناة ابنتها الشابة العروس من المرض اللعين وجسمانيا بسبب خروجها من المنزل ثلاث مرات أسبوعيا والانتقال من المنزل إلى المستشفى والعكس..دخل الأسرة قليل وعليها أن تصرف أمور البيت ومرض الابنة ومصاريف الانتقال بالمبلغ المتاح لهم والذى أصبح يطير ويتبخر وكأنه دخان مع الأيام الأولى من الشهر، وذلك بسبب الارتفاع الجنونى للأسعار.. تمد يدها للأهل مرة وتخجل مرات،ولكنها الآن أصبحت عاجزة أمام المصاريف وغلاء المعيشة، فهل تجد الشابة وأمها من يساعدها؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.