ما تشهده أرض شمال سيناء هو حرب حقيقية على الإرهاب، حققت فيها القوات المسلحة وأجهزة الشرطة نجاحات متتالية، فى مطاردة العناصر التكفيرية وتوجيه ضربات قاصمة لهم وتدمير لأوكارهم واسلحتهم، وهذه الحرب كان يلزم معها استعدادات امنية من قبل وزارة الداخلية علي أعلى مستوى من الجاهزية والتسلح باحدث المعدات التقنية والقتالية، وهو الأمر الذى نجحت فيه أجهزة الوزارة بعدما تم وضع استراتيجية أمنية جديدة، أمر بها اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية الذى يتابع بنفسه خطوات تنفيذها على أرض الواقع لحظة بلحظة. وصرح مصدر أمنى مسئول بأن ما يشاع عن دخول بعض العناصر المتطرفة إلى صحراء سيناء من ليبيا وسوريا والعراق واليمن ليس صحيحا، وأن وزارة الداخلية وضعت خطة محكمة للسيطرة على حدود مصر لمنع تسلل الإرهابيين إليها من الخارج، حيث تم الدفع بتعزيزات أمنية إلى محافظة شمال سيناء والسيطرة على مداخل ومخارج المحافظة لاحباط أى محاولة تسلل إليها، من قبل عناصر إرهابية جديدة، وامتدت القبضة الأمنية إلى المدقات والدروب الصحراوية، فتم نشر عدد من الأقوال الأمنية الثابتة والمتحركة على مداخل ومخارج المحافظة، بالإضافة إلى نشر فرق مكافحة الإرهاب وخبراء المفرقعات فى عمليات تمشيط مستمر للمناطق الحيوية والمنشآت المهمة، ولعل نجاح أجهزة وزارة الداخلية أمس الأول فى احباط أكبر محاولة للتفجير عن بعد بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء هى ضربة استباقية جديدة لإفشال مخططات عناصر الجماعات المتطرفة فى سيناء، التى حاولت تفجير ربع طن من مادة ال «TNT» شديدة الانفجار على طريق العريش القنطرة، لاستهداف قوات الأمن التى تمشط المنطقة لتأمين المواطنين ومطاردة العناصر الارهابية، وكانت ترجمة حقيقية لنجاح الشرطة فى تطبيق استراتيجية أمنية مؤثرة، بالإضافة إلى حملات مداهمات للشقق المفروشة والشاليهات المغلقة والتى تتخذها بعض العناصر المتطرفة مأوى للاختباء بها، كما تم ضبط عدد من العناصر المتورطة بالاتصال مع تلك الجماعات المتطرفة. وأشار المصدر الأمنى إلى ان هناك تكليفا صادرا من القيادة السياسية، بالقضاء على الإرهاب فى شمال سيناء خلال 3 أشهر والداخلية تتعاون مع القوات المسلحة فى الحرب على الإرهاب، وهو تحد أمني كبير فى العمل على تأمين الحدود وعدم تسلل عناصر من خارج البلاد إلى داخل سيناء، حيث تمت الاستعانة بعدد من قصاصى الأثر لشن مداهمات من خلال الدروب الصحراوية والسيطرة على هذا المنفذ من قبل قوات الأمن، لرصد أى محاولة تسلل من خارج سيناء، بالإضافة إلى اعتماد الداخلية فى استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب على توجيه ضربات استباقية لتجفيف منابعه، ورصد شبكات التهريب التى تستغل عددا من المزارع بالمحافظات المجاورة لشمال سيناء، ومنها الإسماعيلية والشرقية لاخفاء العناصر التى نجحت التنظيمات الإرهابية فى تجنيدها تمهيدا لتهريبهم وانضمامهم للجماعات التكفيرية، حيث نجحت قوات الأمن مؤخرا فى ضبط 3 من المهربين على تواصل مع كوادر تكفيرية من الجماعة الإرهابية.