مروة الحداد السلام: تقول اللغة هو الأمان والاطئنان, والحصانة والسلامة, ومادة السلام تدل علي الخلاص والنجاة, وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب, والسلم( بفتح السين أو كسرها) هو المسالمة وعدم الحرب, الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام, وهو مانح السلامة في الدنيا والآخرة, وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله, فكل سلامة معزوة اليه صادرة منه, وهوالذي سلم الخلق من ظلمه, وهوالمسلم علي عباده في الجنة, وهو في رأي بعض العلماء بمعني القدوس. والأسلام هو عنوان دين الله الخاتم وهومشتق من مادة السلام الذي هو اسلام المرء نفسه لخالقها, وعهد منه أن يكون في حياته سلما ومسالما لمن يسالمه, وتحية المسلمين بينهم هي( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والرسول صلي الله عليه ةسلم يكثر من الدعوة الي السلام فيقول: السلام من الاسلام.. افشوا السلام تسلموا.. ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان: الأنصاف مع نفسم, وبذل السلام للعالم, والأنفاق من الأقتار( أي مع الحاجة).. افشوا السلام بينكم.. اللهم أنت السلام, ومنك السلام, واليك يعود السلام, فحينا ربنا بالسلام والله عز وجل هو السلام لسلامته من النقائص والعيوب, فهو الذي سلم في ذاته بنوره وجلاله, فمن جماله وسبحات وجهه احتجب عن خلقه رحمة بهم وابتلاء لهم روي مسلم من حديث أبي موسيt أن النبي قال:( حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ماانتهي اليه بصره من خلقه) وهو الذي سلم في صفاته بكمالها وعلو شأنها, وسلم أيضا في أفعاله بإطلاق قدرته وإنفاذ مشيئته, وكمال عدله وبالغ حكمته المؤمن: الإيمان في اللغة هو التصديق, ويقال آمنه من الأمان ضد الخوف, والله يعطي الأمان لمن استجار به واستعان, الله المؤمن الذي وحد نفسه بقوله( شهد الله أنه لا اله إلا هو), وهو الذي يؤمن أولياءه من عذابه, ويؤمن عباده من ظلمه, هو خالق الطمأنينة في القلوب, أن الله خالق أسباب الخوف وأسباب الأمان جميعا وكونه تعالي مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا, كما أن كونه مذلا لا يمنع كونه معزا, فكذلك هو المؤمن المخوف, إن إسم( المؤمن) قد جاء منسوبا الي الله تبارك وتعالي في القرآن مرة واحدة في سورة الحشر في قوله تعالي( هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) سورة الحشر أما اسم الله المؤمن ففيه عدة أقوال يدل عليها الاسم ويشملها لأنها جميعا من معاني الكمال الذي اتصف به رب العزة والجلال: القول الأول: أنه الذي أمن الناس ألا يظلم أحدا من خلقه, وأمن من آمن به من عذابه, فكل سينال ما يستحق القول الثاني: أن المؤمن هو المجير الذي يجير المظلوم من الظالم, بمعني يؤمنه من الظلم وينصره القول الثالث: أن المؤمن هو الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه, لأنه الواحد الذي وحد نفسه فهو سبحانه المؤمن الذي شهد أنه لا إله إلا هو, وأن هذه الكلمة هي كلمة الحق وحقيقة التوحيد وأنها رد علي جميع من ضل من العبيد, فتضمنت كلمة التوحيد أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به