قال الخطابي : الإيمان فى اللغة أصله التصديق ،انه عز وجل يصدق عباده وعده ، ويفى بما ضمنه لهم من رزق الدنيا وثواب الآخرة ،وانه عز وجل يصدق ظنون عباده المؤمنون ولا يخيب آمالهم كقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه تعالي "أنا عند ظن عبدي بيa فليظن بى ما يشاء " ؟ أن تؤمن بوجود الله عز وجل ليس معناه انك فعلت شيء .فالشيطان حينما خاطب الله عز وجل قال " رب"وفى أية أخري قال "فبعزتك"وهذا يدل على إيمان الشيطان بالله عز وجل (ومع ذلك فهو راس الكفر).!؟ فأن تؤمن بالله خالقاً وكفى ليس كافياً . قال تعالي مشيرا بذلك للمشركين" ولئن سألتهم من خلق السموات والآرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فانى يؤفكون "العنكبوت فالمشركون يعترفون بان الله خالق الكون ولكنهم يشركون بالله وينكرون البعث ،فمن لوازم الايمان ومما يجب على المؤمن أن يتعرف الى اسماء الله الحسني ،والحقيقة الملموسة أن الكون كله تجسيد واظهار لهذه الاسماء .قكل اسماء الله تبدو لك من خلال الكون اما ذات الله عز وجل فلا تستطيع أن تدركها لقول الله عز وجل " لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير "الانعام اذن يجب ان تعرف الله عز وجل وتؤمن به وتحبه .فالايمان اساسه الحب "ألا ايمان لمن لا محبه له " كلما ازددت معرفه به ...ازددت له حباً وايمانا "هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن "الحشر فالمعني الاول هو عز وجل الذى آمن بنفسه وشهد بأنه الواحد الاحد الفرد الصمد . واكتفى بشهادته لنفسه عن شهادة سائر خلقه فقال عز وجل " شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم "آل عمران وقد بدأ تعالى الآية بشهادته حتى يدل انها الاصل وحتى يبين لنا انه مستغني بها عن سائر خلقه ،ثم جاء بشهادة ملائكته .فكانت شهادتهم عباده له وتنزيهاً لذاته وهى شهادة مبنية على شهادة الله تعالى ،ثم ذكر شهادة العلماء العارفين به فكانت شهادتهم له بالوحدانية من باب تحصيل حاصل ومن باب التعبد الذى كلفهم به المعنى الثاني :هو المؤمن الذى يؤمن للمؤمنين ..فهو يستجيب لهم اذا استجابوا قال تعالي "واذا سألك عبادى عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون "البقرة إن استجابوا لى استجيب لهم وان آمنوا بى صدقوا به آمنت لهم "استجبت لهم " معنى ثالث التصديق بعد قراءة الفاتحة نقول "آمين "آى يا رب نحن نصدق يقول تعالى "قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين "يوسف ما انت بمؤمن لنا :ما انت بمصدق لنا فإن ما وعدك الله عز وجل به فى القرآن - فإن زوال الكون أهون عليه عز وجل - من أن تأتي الاحداث مخالفة لما وعدك به -------ياتى فعل الله عز وجل مصداقاً لوعده ، كما ان الله عز وجل يصدق رسله فهو عز وجل يجعل انبياؤه مصدقين فهو دعمهم بالمعجزات ،وهو جعل قرآنه مصدقا معني رابع ---------- الامن هو عز وجل يؤمن عباده مما يخافون ويدخل السكينه فى قلوبهم فى الدنيا والاخرة ، والله يهب الامن والامان للانسان وذلك بثبات خصائص المواد --- ثبات حركة الارض وثبات معدل الدوران وثبات السرعة وثبات شروق الشمس وغروبها "قال تعالى "قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما باتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى "طه فالله مؤمن فافعاله تصدق كلامه لو اردت ان ترى الفرق الاساسى بين حياة المؤمن وحياه غير المؤمن تجد ان الصفه الاساسية والمميزة هى الآمن قال تعالى "وكيف أخاف ما اشركتم ولا تخافون أنكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالامن إن كنتم تعلمون"الانعام ما علاقتنا بهذا الاسم انت كمؤمن يجب ان يامنك الناس .فالمؤمن لا ياتى من جانبه الا كل خير يجب ان تكون افعالك كلها مصداقا لاقوالك عن ابى شريح ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : والله لا يؤمن . والله لا يؤمن .والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ؟قال الذى لا يأمن جاره بوائقه عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وآمنه الناس على دمائهم واموالهم وكفالك قول الله تعلى " قد افلح المؤمنون" المؤمنون