الدليل علي أن الإصلاح في الأرض من ركائز الدعاء كما يقول الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر- قول الله تعالي في سورة الأعراف:( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين). فربط تعالي بين الدعاء وبين النهي عن الإفساد في الأرض التي خلقها الله جميلة فزرعنا فيها القبح, وصالحة للعمران فصحرناها, وجارية بالأنهار فأجريناها بالدماء, وقد ذم الله المنافقين الذين لا يجاب دعاؤهم, ولا تتقبل نفقاتهم, لأن قائلهم يقول كلاما كالشهد في حلاوته ويسلك سلوكا كالحنظل في مرارته, يقول ربنا تعالي:( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد). ويضيف الدكتور مبروك عطية أن علي المسلم الذي يرجو أن يسمع الله دعاءه أن يزرع من أجل أن يأكل غيره, وأن يغرس من أجل أن يستظل غيره, فإن لم يستطع الزرع لم يقتلعه اعتصابا, وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال إذا مات المفسدين فأن الناس والدواب والأشجار يستريحون منهم, فانظر إلي هذا الذي بموته تستريح الكائنات وهيهات أن تستريح إلا إذا كانت حياته أذي لها, وهنا رسالة تربية مهمة للأباء والأمهات والمعلمين وصناع الدراما الفاسدة خلاصتها أننا علينا أن نربي النشئ علي الإصلاح لا الإفساد, فإنهم إلي الإفساد أميل, وفي التكسير أرغب, وللعبث بالأشياء أشهي, لأن بالإصلاح والخير والتعاون يستجيب المولي عز وجل الدعاء.