المواطنون: نشترى احتياجاتنا بكميات محدودة بسبب الغلاء التجار: تكلفة الخامات وتحرير سعر الصرف وراء الأزمة وسط حالة من الجمود، تشهد أسواق الملابس الشتوية بالقاهرة الكبرى ركودا شديدا، وإحجاما من جانب المستهلكين عن شراء ما يلزمهم من ملابس ، بسبب ارتفاع الأسعار فضلا عن فشل الاوكازيون الصيفى هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ما تسبب فى خسائر كبيرة للتجار، بينما يقف التجار وأصحاب المحال فى حذر وترقب لحين وصول أول زبون يكسر هذه الموجة من السكون، والتى سيطرت بطبيعتها على المشهد ، خوفا من تكرار ما حدث فى موسم الصيف الماضي، ويقف المواطن حائرا أمام هذا الارتفاع الجنونى للأسعار، وبين شراء الاحتياجات الضرورية اللازمة، مقارنة بالأعوام السابقة ، حيث إن معدلات الإقبال على شراء الملابس خلال الاوكازيون قبل الماضى فاقت الاوكازيون الماضي. «تحقيقات الأهرام» قامت بجولة ميدانية بالأسواق، لرصد معاناة المواطنين وشكاوى التجار. أصحاب المحلات هنا يقول أمير حسن صاحب احد محال الملابس الجاهزة إن أسعار الملابس ارتفعت بشكل ملفت وجنونى عن العام الماضى بمحلات ميدان الجيزة، بسبب ارتفاع أسعار الخامات، والنقل، والوقود، وبعد تحرير سعر الصرف وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار ، مؤكدا انه برغم انخفاض سعر الدولار الجمركى من 18 إلى 16 جنيها لم يحدث أى تغيير فى الأسعار إطلاقا ، خاصة أن معظم الملابس الموجودة فى الأسواق، أغلبها ملابس مستوردة من الخارج ، حيث انه لا توجد مصانع وطنية تنتج وتعرض الملابس الجاهزة إلا قليلا . ويبرر طارق منصور صاحب احد محال الملابس الجاهزة بمنطقة امبابة، تراجع مستوى الإقبال على شراء الملابس هذا العام اقل من العام الماضي، مؤكدا أن الأسواق تعانى ركودا شديدا من حيث إقبال المواطنين على الشراء، مما أدى إلى تكبد معظم التجار وأصحاب المصانع خسائر فادحة، الأمر الذى يستلزم وضع حلول رسمية لسد العجز فى الإنتاج المحلى او لحل مشاكل الاستيراد، لتحريك حركة البيع والشراء من جديد. المستهلكون يتكلمون وكان للمواطنين رأى آخر فى هذه الزيادة ، حيث وصفها البعض منهم بغياب الضمير من جانب قلة من التجار، والذين يريدون تحقيق أعلى هامش ربح على حساب المستهلك. ، هنا يقول حسام الصياد موظف ، لابد من ضبط الأسعار، ويضيف: احنا بقينا نعمل جمعيات عشان نشترى ملابس، مما اضطرنا لشراء ملابس مستعملة احيانا ، نظرا لارتفاع اسعار جميع السلع الاساسية ، ناهيك عن ارتفاع اسعار فواتير الكهرباء والمياه . سبب ارتفاع الأسعار ويؤكد يحيى زنانيرى رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة، ان الطلب على الملابس الجاهزة هذا العام اقل من العام الماضى، مشيرا الى ان المصانع اشترت الاقمشة بأسعار مرتفعة جدا ولم نتمكن من رفع الاسعار لتتوازى مع اسعار الخامات ، مبررا ذلك بقرار تحرير سعر الصرف، وانخفاض قيمه الجنيه من 100% الى 150% ، حيث أكد انه بعد اقرار ضريبة القيمة المضافة، وارتفاع رسوم النقل، نتيجة ارتفاع سعر الوقود، حيث زادت الاسعار بنسبه تخطت ال 50% . ويضيف زنانيري: ان ارتفاع اسعار الخامات لعب دورا بارزا فى ارتفاع الاسعار بنسبة من 70% الى 80% ، حيث انه توجد مشكلة كبيرة فى الاستيراد، حيث تراجع بنسبة 30% هذا العام، مشيرا الى ان الملابس المستوردة الموجودة بالاسواق حاليا تزيد اسعارها بنسبة 100% وان حجم المبيعات اقل من 20% من البضائع المتداولة فى الاسواق ، وعن الحلول المقترحة لمواجهة ازمتى الركود وارتفاع الأسعار، والتى تشهدها الاسواق مع بداية كل عام ، يرى زنانيرى انه توجد حلول مؤقتة منها ضغط وتقليل التكاليف، ونعول على التخفيضات الشتوية، قبل بدء الاوكازيون لتحريك عملية البيع والشراء، بعد ان أصبحت الملابس الشتوية فى الوقت الحالى بعيدة عن اولوية المواطن، نظرا لارتفاع اسعار السلع الاساسية، وارتفاع قيمة فواتير المياه والكهرباء، و التى تأتى فى مقدمة الأولويات عند المواطنين .