كلما انتشرت أشباح الكراهية فى الحياة كلما ازدادت الحياة ظلاما وقبحا ووحشية..إن الكراهية من أسوأ المشاعر التى تنمو فى عصور القهر والطغيان.. وللأسف الشديد إنها تشبه ألسنة النيران لأنها تنتقل بين البشر بسرعة مخيفة وتختار عادة أنواعا مريضة من الناس إن البعض يتصور أن فى الكراهية شيئا من القوة رغم انها اشد أنواع الضعف لأن الإنسان القوى لا يكره لأن قوته تترفع به فلا يصل إلى مستنقعات الكراهية..فهى تظهر حين يسود الظلم وتغيب موازين العدالة وقد تبدأ بالغضب أو الرفض ثم تنتقل إلى شىء أخر نسميه الحقد وفى نهاية المطاف تقف السفينة فى مستنقع الكراهية وتغرق فيه..إننا عادة نغضب حين لا نجد عالما يتسع لنا ونجد فيه مكانا ونرفضه لأنه خان أحلامنا أو تخلى عن طموحاتنا وفرط فى حقنا فلم يوفر لنا حياة كريمة وهنا تبدأ رحلة الأحقاد ننظر فى أيادى بعضنا وماذا أخذ هذا وماذا نهب فلان وتتكشف الحقائق أمامنا حين ندرك أن الزمن لم يعد عادلا وهو يوزع الحظوظ والأقدار والمكاسب ويقف كل إنسان على إحدى محطات الأحقاد يتابع مسيرة الحياة والأشياء وساعتها يصبح كارها لكل شىء للأرض والعمل والناس حتى يكره نفسه لأنه لم يحقق شيئا فى حياته..إن مدافن الأحلام هى أكثر الأماكن التى تفرز الكراهية فى دنيا البشر..فى أعماق كل إنسان يكره نفسه ويكره الآخرين سوف تجد قبرا صغيرا فيه رفات حلم خان أو زمن لم يعرف الرحمة.. ولهذا فإن علاج الكراهية سيظل أمرأ صعبا كلما غابت العدالة وتراجعت الرحمة من قلوب البشر والحل الوحيد أمام حشود الكراهية أن تنشر الحب بين الناس والحب هنا ليس قصة رومانسية ناعمة ولكن الحب أن تكون الحياة عادلة وهى توزع الفرص بين الناس كل حسب قدراته ومواهبه وليس بقدرته على التسلق وانتهاز الفرص وتضليل الناس بالباطل..الحب أن تشارك الناس فى كل شىء وتشعر انك جزء منهم بقدر ما تأخذ يجب أن تعطي..إذا انتشرت غابات الكراهية فهذا يعنى أن الفصول تغيرت وان حالة البشر ساءت وأن الخفافيش قد ملأت سماء الحديقة. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة