مصر هي العمود الذي إذا انكسر تداعى له الجسد كله مؤذناً بانهيارات ضخمة، فعلى ظهر هذا العمود نقش تاريخ العرب المعاصر بتفاصيله وبحلوه ومره, بآماله وخيباته، بانكساراته وشبه انتصاراته. السطور السابقة جزء من رسالة أكاديمى يمنى ولا تحتاج إلى تعقيب، أما الرسالة الثانية فكانت من شباب وسيدات عدة منظمات مدنية نظموا وقفة تضامن أمام السفارة المصرية فى صنعاء تضامنا معنا ضد الإرهاب. كما حمل فضاء الصفحات الافتراضية على الانترنت رسائل الأصدقاء العرب من كل الدول مجللة بالدموع والخوف على مصر وعلى بلادهم. صحيح أن الحكومات العربية والأجنبية لم تتأخر فى تقديم العزاء ولكن الشعوب سبقتها، وهذا درس مهم لنا فى مصر ولهم فى بلادهم، خاصة فى التغطية الإعلامية التى يجب أن يتم من خلالها نقل وتبادل وإظهار التضامن الشعبى بين مواطنى كل الدول العربية، ومنح الضحية الفرصة ولو حتى للصراخ تعبيرا عن ألمه. فقدرة الإعلام لا تحدها حدود فى تقوية الظهير الشعبى الداعم لمواجهة الإرهاب، وتعزيز وحدة الأمة المعنوية، ونحن كمواطنين لا نريد أن نتعايش مع الإرهاب، ولكن نريد أن نتصدى، فكلنا مصاب به ولن نتعافى منه إلا معا. القتال على الجبهات له رجاله وأجنداته وقوانينه، والجيوش الوطنية قادرة على سحق المرتزقة المسلحين، ولكن المجازر التى ترتكب بحق الآمنين فى أى محتمع عربى هى التى يجب أن نتضامن كمواطنين من أجل التغلب على آثارها، وهنا يأتى دور النقابات والاتحادات والمنظمات المدنية للمسارعة بإغاثة ضحايا الإرهاب والقتل اللإنساني كتعبير عن رفض المجتمعات العربية للإرهاب وقدرتها على مواجهة آثاره المهلكة إلى أن نرى استراتيجية عربية موحدة لاستئصاله والقضاء عليه. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب