القرار يصنع فى الغرب ويسوق له إعلامه، ومالم يركز عليه الإعلام الأمريكى والأوروبى فإن مصيره إلى التجاهل، ويبقى إعلامنا العربى يتلقى وينشر ما يصل إليه وكأنه يشارك فى مخططاتهم الدموية لبلادنا. وليس بعيدا عن الذاكرة ما بذلته كل وسائل الإعلام العربية لنشر الفيديوهات التى تتضمن فظائع داعش قبل عام، وكانت الرسالة واضحة وهى التخويف من مصير كل من يتصدى لهؤلاء الانتحاريين. وفجأة اختفت هذه الرسائل من الإعلام الغربى، وبالتالى اختفت فى إعلامنا. أما عندما قرر صانع الإرهاب والمستثمر فيه مواجهة داعش أو تغيير نشاطها وجغرافية وجودها فقد انسحب وراءه الإعلام العربى لتبدو الصورة وكأن داعش تلفظ أنفاسها وأن النصر قد تحقق عليها. ولكن الحقائق تشير إلى أن الدواعش لم يقهروا ولم ينته عصرهم، وأننا لا نعرف أين يذهبون بعد أن يغادروا أماكن انتشارهم. أما مخططات مواجهتهم عسكريا سواء من جانب التحالفين الغربى والروسى والتى ثبت أنها انتقائية فكانت أولى بالدرس والتحليل. والمؤلم أن إعلامنا ليست لديه القدرة ولا المهنية ليسأل هذه الأسئلة أو يبحث عن إجابات لها، وليست لديه الرغبة لتطوير أدائه مستسلما لتقارير وكالات الأنباء المغرضة. والخلاصة أننا فهمنا أن داعش هى فقط كل منظمات الإرهاب، وهذا غير صحيح فهناك عشرات المنظمات التى لم يحن وقت إشهارها، أما ما بعد داعش فإننا لا نهتم بمعرفته. إعلامنا لا يريد إن يقرأ خريطة الصراع الروسى والأمريكى والإيرانى والتركى والأوروبي فى العراق وسوريا وليبيا رغم وضوحها. ويبقى الحال على ما هو عليه إلى حين بناء إستراتيجية إعلامية عربية لمواجهة الإعلام الغربى والدواعش معا. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب