لحظات عصيبة عاشتها مصر فى يوم الجمعة الحزينة بعد استهداف المدنيين العزل فى بيت من بيوت الله على يد عصابة إرهابية استباحت الدماء لقتل الأبرياء بدم بارد فى «الروضة» القرية الصغيرة. فهذه الطريقة فى تنفيذ العمليات الإرهابية لم نعهدها فى مصر من قبل.. فما دوافعها؟.. ومن وراءها؟؟.. ولماذا لجأوا إلى ضرب المدنيين ؟.. وماهو الفكر الذى ينتمون إليه؟ وهل هذا الفكر تعاون مع جماعات الإرهاب فى سيناء؟.. وكيف دخلت هذه التنظيمات المتطرفة إلى سيناء؟؟.. هذا ما ستجيب عنه هذه السطور: الدكتور خالد الزعفرانى الخبير فى الحركات الإسلامية يقول: إن تلك العملية الإجرامية نفذتها عناصر أجنبية من الفارين والعائدين من ليبيا وسوريا والعراق ونجح بعضهم فى التوغل إلى الأراضى السيناوية واتحدوا مع جماعة أنصار بيت المقدس فى سيناء للقيام بعمليات نوعية لإثبات الوجود من جديد وإثارة القلاقل والاضطرابات فى البلاد، وأن تلك العناصر وصل عددهم لأكثر من 25 عنصرا خططوا ونفذوا عملية مسجد الروضة، وعقيدتهم واحدة لم تتغير وهى التكفير وعناصرها يؤمنون بفكر سيد قطب الإخواني، لكن طريقة التنفيذ هذه لم نعهدها فى مصر. بينما يرى الدكتور زكريا سالم خبير مكافحة الإرهاب الدولى أن هذه العملية أعدتها وخططت لها أجهزة مخابرات أجنبية من خلال خلايا إرهابية داعشية تدربت ونفذت الهجوم على المسجد، مؤكدا أن هؤلاء الإرهابيين ينتمون لفكر الخوارج ويكفرون الجميع ويؤمنون بفكر جماعة الإخوان الإرهابية، وموضحا أن الكيانات الإرهابية والعناصر المتطرفة التى تم إدراجها من الدول الأربع المقاطعة لقطر وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين ومنهم عناصر إخوانية بينهم جمال حشمت وعلاء السماحى مؤسس حركة «حسم» الإرهابية الإخوانية ويحيى موسى والتى عاثت فى الأرض فسادا خلال الأيام الماضية يحاولون إثبات الوجود وإحداث الاضطرابات والقلاقل من جديد فى البلاد. من جانبه يرى مصطفى بكرى عضو مجلس النواب أن تلك الهجمة الإرهابية لم تكن بهدف مواجهة الصوفية فحسب، وإنما كانت ردا على سقوط داعش فى سوريا والعراق، وردا على النجاحات السياسية التى تحققها مصر، كما أن الكشف عن قضية التخابرمع تركيا والتى أصابتها بحالة من الهذيان دفعت الجماعات الإرهابية لتنظيم مجموعات إرهابية للقيام بعملية كبرى لإيقاع عدد كبير من الضحايا، حيث قام الإرهابيون باستهداف المسجد ثم عدد من البيوت ناهيك عن الاختباء وإطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف والتى كانت تحاول نقل المصابين وإسعافهم وقد سقط عدد منهم شهداء فى تلك العملية. وأضاف بكرى أن منفذى العملية هى عناصر تسربت من غزة وأخرى من سوريا والعراق ضمن الهاربين بعد سقوط الكيان الوهمى لداعش، مشيرا إلى أن هذه الفترة ستكون ساخنة وحتى الاستحقاق الرئاسي. ويرى العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية أنه لايوجد تطور فى فكر العمليات الإرهابية، فالإرهابيون استهدفوا المساجد والكنائس كما أن التنظيمات الإرهابية نفذت عمليات مماثلة من قبل لكن تلك الواقعة سقط بها عدد كبير من الضحايا، مشيرا إلى أن الإرهابيين يضعون دائما أمامهم مجموعة من الأهداف والمساجد صارت اليوم هدفا لهم. من جانبه قال خالد العوامى المتحدث الرسمى لحزب الحركة الوطنية المصرية أن الحادث الارهابى الذى استهدف مسجد آل جرير بقرية الروضة يستدعى ضرورة التوقف أمامه طويلاً بالدرس والتحليل كونه تطورا نوعيا جديدا فى العمليات الإرهابية التى تحدث تقريباً لاول مرة فى مصر خاصة وأنه استهدف مدنيين عزل أثناء ادائهم الصلاة بما يؤكد أننا أمام إرهاب أعمى لا دين له ولا ملة مشدداً على أننا نقف صفا واحدا خلف مؤسسات الدولة والجيش والشرطة فى تلك الحرب الضارية على الإرهاب الأعمي.