أكد خبراء أن حادث مسجد الروضة يكشف عن المخطط الذى يحاول إرباك مصر، من خلال استهداف أماكن وأشخاص لا يمكن تصور امتداد يد الإرهاب إليهم، وأشاروا إلى أن بصمات داعش وإسرائيل موجودة فى مسرح الجريمة، وأن الإرهابيين يسيرون على قاعدة «فرق تسد». حذر اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق من عمليات إرهابية ضد أهداف مدنية، وقال ل «الوفد»: مصر على مشارف منعطف خطير بسبب تمركز القيادات الإرهابية فى ليبيا بعد فرارهم من سورياوالعراق وأفغانستان. وأضاف: الإرهابيون فى ليبيا لا تتوقف محاولات تسللهم إلى مصر من أجل تنفيذ مخطط إرباك الدولة المصرية، وعملية الإرباك هذه تتم من خلال استهداف أماكن وأشخاص لا يتخيل أحد أن يكونوا هدفاً للإرهابيين، ولهذا استهدفوا قبل أيام عربات نقل الأسمنت، ثم استهدفوا المصلين داخل أحد بيوت الله، وبمواجهة هذا المخطط الشيطانى تكون بزيادة نشاط أجهزة المعلومات، وتنفيذ ضربات استباقية ضد العناصر الإرهابية. وواصل: مواجهة الإرهاب حالياً تستدعى من كل مصرى أن يشارك بدور إيجابى فى الحرب ضد الإرهاب، فكل مصرى شريف يرى أشخاص أو تحركات تثير الريبة عليه أن يبادر بإبلاغ الأجهزة الأمنية، لأنه بهذه الطريقة ينقذ المجتمع كله من مخططات جبانة صارت تستهدف كل شىء فى مصر. «وصمة عار» هكذا وصف صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة الإرهاب، الاعتداء الإرهابى على أحد مساجد بئر العبد الجمعة الماضى.. ورفض «القاسمى» اعتبار هذا الاعتداء تطوراً نوعياً فى العمليات الإرهابية. وقال: الاعتداء على المساجد وقتل المصلين ليس تطوراً نوعياً، ولكنه وصمة عار وقتل غيله لأبرياء عزل، يؤدون أفضل فرائض الصلاة «صلاة الجمعة». وأضاف: المتهم الأول فى تلك الجريمة الجبانة هو عصابات البغدادى التى ارتكبت جرائم مماثلة فى العراقوسوريا، واعتدت وفجرت مساجد وقتلت مئات المصلين فى سورياوالعراق وربما حدث تعاون من نوع ما بين عصابات البغدادى والصهيونية الإسرائيلية فى تنفيذ هذه الجريمة. وواصل: المخطط الذى ينفذه الإرهابيون على قدر كبير من الخسة والندالة، ويستهدفون منه زراعة بذور الانقسام فى المجتمع، فمن قبل استهدفوا الشرطة والجيش، ثم استهدفوا المسيحيين والكنائس، وأخيراً اعتدوا على المساجد والمصلين، وأملهم أن يختلف تعامل الدولة مع ضحايا كل حادث، من أجل بث بذور الفتنة والانقسام فى المجتمع. وأوضح «القاسمى» أن الإرهابيين يسيرون على هدى قاعدة استعمارية قديمة وهى «فرق تسد» ولهذا يستهدفون من عملياتهم تقسيم المجتمع ما بين مسيحيين ومسلمين، وشيعة وسنة، وصوفيين وسلفيين، وما بين طبقات اجتماعية مختلفة. وقال: نفذوا جريمتهم فى أحد المساجد داخل أراضى قبيلة السواركة فى سيناء، على أمل زرع الفتنة بين باقى قبائل سيناء وقبيلة السواركة. وانتقد «القاسمى» وصف المسجد الذى تعرض للاعتداء الإرهابى بأنه «مسجد الصوفيين».. وقال: الذين يشيعون بأن المسجد الذى تعرض للعملية الإرهابية هو مسجد للصوفيين هو فى الحقيقة يبحث عن مبرر لتلك العملية الإرهابية، فكل المساجد لله، والذين يصلون الجمعة هم مسلمون يصلون لله تعالى وبالتالى فمن قتلهم بدون ذنب ارتكبوا كمن قتل الناس جميعاً كما قال الله تعالى فى القرآن الكريم بأن من يقتل نفس بغير نفس أو فساد فى الأرض فكإنما قتل الناس جميعاً. وأشار الدكتور سامى السيد، الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، إلى أن من يستحل قتل المصلين هو من يعتبر هؤلاء المصلين كفاراً، وهو توجه يستقى مرجعيته من كتابات سيد قطب الذى اعتبر المجتمع جاهلى كافر، وبالتالى يستحق القتل.. وقال: إن سيد قطب صاحب المرجعية الأولى لجماعة الإخوان، كان يكفر المجتمع ويعتبره مجتمع جاهلى، يستحق القتل، وهو ما يبرر به الإرهابيون جرائمهم. وأضاف: عملية مسجد بئر العبد تنزع ورقة التوت الأخيرة عن الجماعات الإرهابية التى تزعم أنها تحارب من أجل أن تكون كلمة الله هى العليا، وجاءت الحادثة الأخيرة لتكشف كذبهم، فهاهم يقتلون المصلين، ويستهدفون بيوت الله، وهو ما لا يمكن أن يقوم به سوى كل شيطان رجيم. وواصل: رغم الألم الذى خلفته حادثة مسجد بئر العبد ورغم كثرة الشهداء الذين سقطوا، ولكن الحادثة تعكس أن الإرهابيين دخلوا المربع الأخير، وأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، فلم يعد لهم قدرة على مواجهة رجال الجيش والشرطة، ولهذا اختاروا المصلين العزل لكى يطلقوا عليهم الرصاص.