«ارفعوا أيديكم عن لبنان حتى يعيش فى أمان واستقرار» مازالت تلك الدعوة القوية التى وجهها الرئيس الراحل أنور السادات هى كلمة السر ومفتاح الاستقرار فى لبنان لأنه لو أن القوى الإقليمية والدولية نأت بنفسها عن التدخل فى الشأن اللبناني، وتصفية صراعاتها الإقليمية مستغلة الخلافات المذهبية والدينية للبنانيين، وتركت لبنان لحاله، لنجح اللبنانيون فى التوافق بينهم وعاشوا فى سلام وانسجام دون تلك التدخلات الخارجية التى ليس هدفها حماية لبنان واللبنانيين بقدر ما هو تحقيق أهداف ومصالح تلك القوي. ومرارا وتكرارا تؤكد الدولة المصرية وعلى لسان زعمائها أن مصر ليس لها مصالح وأهداف فى لبنان إلا أمنه واستقراره ووحدة شعبه. وقد حملت الزيارة التى قام بها سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان المستقيل إلى مصر والمحادثات المهمة التى أجراها معه الرئيس عبدالفتاح السيسى العديد من المعانى والدلالات العميقة. أولا: أن الرجل اختار أن يزور مصر ويلتقى الرئيس السيسى وهو فى طريق عودته إلى لبنان قادما من باريس وبعد أزمة وجوده بالسعودية التى استمرت نحو 10 أيام واعلانه الاستقالة من هناك، وهو الأمر الذى كاد يفجر الأوضاع فى لبنان على خلفية الخلاف حول دور حزب الله الموالى لإيران. ثانيا: أن الرئيس السيسى أعاد تأكيد سياسة مصر التاريخية الثابتة برفض التدخلات الأجنبية فى الشأن اللبنانى الداخلي، والنأى بلبنان عن السياسات والصراعات الإقليمية وهو ما أكده سعد الحريرى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب محادثاته المهمة مع الرئيس السيسي. أخيرا: أن الرئيس السيسى وجه دعوة مخلصة لكل الأطراف اللبنانية بضرورة التوافق فيما بينها وأن تضع نصب أعينها دائما إعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبنانى الشقيق بكل أطيافه، وهو ما تأمل مصر من منطلق حبها وحرصها على أمن واستقرار لبنان وازدهاره أن ينصت كل سياسى لبنانى لهذه الدعوة المخلصة وأن يتخذها منهاجا له بعيدا عن ولاءاته أو تحزباته الضيقة مع إحدى القوى الإقليمية أو الدولية على حساب أمن واستقرار لبنان. من المؤكد أن أمن وإستقرار لبنان فى ظل حالة السيولة والفوضى التى تضرب المنطقة يعنى الكثير خاصة بالنسبة إلى مصر التى تبذل كل جهد نستطيعه للحفاظ على بنيان واستقرار الدول العربية حتى لاتقع فريسة لمخططات التدمير والتفكيك وإعادة رسم خريطة المنطقة وفقا لمصالح وأهواء هؤلاء المتأمرين وليس وفقا لمصالح شعوبها وثوابتها القومية. لمزيد من مقالات راى الاهرام