هو الجد الأول للنبي صلي الله عليه وسلم جده لأبيه عبد الله و اسمه شيبة بن هاشم, و هاشم أبوه عبد مناف, خرج هاشم إلي يثرب في عير لقريش فيها تجارات, و كانت طريقهم علي المدينة فنزلوا بسوق فيها فباعوا و اشتروا, ورأي هاشم في السوق امرأة ذات مال و جمال وهي تأمر بما يشتري لها و يباع, فرأي امرأة حازمة جلدة فسأل عنها فقيل: أنها سلمي بنت عمرو بن زيد بن لبيد....بن عدي بن النجار, فخطبها هاشم فعرفت شرفه و نسبه فتزوجها و دخل بها و أقام في يثرب وليمة دعا إليها أصحاب العير الذين خرجوا معه من مكة وكانوا أربعين رجلا من قريش ودعا رجالا من الخزرج و أقام بيثرب أياما فحملت سلمي بولده شيبة الذي سيغلب عليه عبد المطلب و يصبح علما عليه.ثم لم يلبث هاشم أن خرج إلي الشام أصحابه تاجرا حتي بلغ غزة فمرض فيها أياما و أقام أصحابه عليه فمات بغزة فدفنوه فيها ورجعوا بتركته إلي زوجه سلمي فلما ولدت له ابنه شيبة أنفقت عليه من أموال أبيه و اوصي هاشم بن عبد مناف إلي أخيه المطلب بن عبد مناف بالرفادة و السقاية و السدانة فكان إليه الأمر في ذلك حتي توفي. وذكر الدكتورمحمد عبده يماني في كتابه( اجداد النبي صلي الله عليه وسلم) أنه كان لهاشم بن مناف زوجات في مكة ولدت له ثلاثة ذكور وخمس نسوة كانوا جميعا إخوة لشبية لا يعرفهم ولا يعرفونه, و نشأ شيبة الحمد في يثرب عند أخواله من بني النجار حتي أيفع و كان فتي ذا جمال و هيبة و شرف, يأسر القلوب و العيون, ولم يكن أحد من أبناء هاشم في مكة يعبأ بأخيه شيبة أو يسمع عنه شيئا حتي جاء ثابت بن المنذر بن حرام والد حسان بن ثابت إلي مكة معتمرا فلقي المطلب بن هاشم و كان صديقا له فقال له: لو رأيت ابن اخيك شيبة لرأيت الجمال و الهيبة و الشرف, و لقد رأيته وهو يرمي مع فتيان من أخواله يناضلهم فيصيب سهامه جميعا في مثل راحة كفي هذه, فقال المطلب لصديقة ثابت: لا أمسي حتي أخرج إليه في يثرب فآتي به, فقال ثابت له: ما أري أن أمه سلمي تدفعه إليك ولا أخواله هم أضن به من ذلك, يحبونه و يحرصون عليه ولو أنك تدعه فيهم حتي يكون هو الذي يأتي إلي ههنا راغبا فيك. فقال المطلب: ما كنت لأتركه هناك و يترك مآثر قومه و نسبه و شرفه في قومه ما قد علمت. ثم خرج المطلب بن هاشم إلي يثرب فنزل فيها وجعل يسأل عن ابن أخيه شيبة حتي وجده يرمي في فتيان من أخواله فعرفه بالشبه بأخيه هاشم ففاضت عيناه و ضمه إليه و كساه حلة يمانية جاء بها معه من مكة و عرفه بنفسه.