فى محاولة لوضع حد لحالة الغموض التى تكتنف الوضع فى زيمبابوي، أطاح الاتحاد الوطنى الإفريقى الزيمبابوي، الجبهة الوطنية الحاكمة، أمس بالرئيس روبرت موجابى من زعامة الحزب. واختارت اللجنة المركزية للحزب الحاكم إمرسون منانجاجوا نائب الرئيس، الذى كان قد تم عزله، كرئيس للحزب بدلا من موجابىمرشحا لانتخابات 2018، فى حين تمت إقالة جريس زوجة موجابى من قيادة الرابطة النسائية بالحزب. يأتى ذلك فى الوقت الذى يجتمع فيه موجابى مع هيئة أركان الجيش، التى وضعته قيد الإقامة الجبرية، للمرة الثانية فى إطار مفاوضات تهدف لإقناعه بتقديم استقالته، وذلك بعد يوم من المظاهرات الحاشدة التى طالبت باستقالته أمس الأول. وتأتى هذه التحركات فى الوقت الذى أعلن فيه القس الكاثوليكى فيديليس موكونورى أنه سيتوسط فى المفاوضات بين قادة الجيش وموجابي، والتى يشارك فيها ممثلون عن هيئات مخابراتية ووزارة الإعلام أيضا. من ناحيته، أكد إينوسنت جونيز زعيم المعارضة فى زيمبابوى أن البرلمان يستعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاستجواب موجابي، فى حالة عدم انسحابه من السلطة بحلول اليوم الاثنين. وكانت المعارضة فى زيمبابوى قد سعت من قبل لاستجواب موجابى عدة مرات ولكنها فشلت بسبب دعم الحزب الحاكم له، ولكن بعد انقلاب الحزب الحاكم عليه أصبح الأمر قابلا للبحث والتنفيذ. وشهدت زيمبابوى أمس الأول مظاهرات حاشدة للمطالبة برحيل موجابي، كما أشار شهود عيان إلى أن حشودا من أبناء زيمبابوى وجهوا صيحات استهجان وسخرية لموكب موجابى لدى خروجه من مقر إقامته فى هراري. كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «كفى موجابى يجب أن يرحل» و«ارحل بسلام موجابي» و«لا لسلالة موجابي» و«وداعا أيها الجد». وجمعت المظاهرات فى هرارى وثانى مدن البلاد بوالاوايو متظاهرين من كل التيارات السياسية، وكان بينهم وزراء ومقربون من الحزب الحاكم والمعارضة وسود وكذلك بيض فى حدث نادر. وحول ما تردد إزاء اعتزام موجابى اللجوء إلى ماليزيا، أشار داتوك سيرى أحمد زاهد حميدى نائب رئيس وزراء ماليزيا إلى أن الحكومة لم تتلق أى معلومات بشأن خطط رئيس زيمبابوى للفرار إلى ماليزيا.