اأرض اللطرون هي منطقة علي اطراف قرية بيت لقيا المهجرة شمال القدسالمحتلة, قبل45 عاما كان يقف عليها600 جندي وضابط من قوات الكوماندز المصرية. طبقا لاتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والاردن في هذا التاريخ, دخلوا من الأردن للدفاع عن الضفة الغربية من العصابات الصهيونيه أوائل يونيو عام1967, وكان الهدف العسكري لتلك القوات الخاصه هو الألتحام مع القوات الإسرائيلية في العمق عندما تبدأ المعركة لإحداث ارتباك, وتم اختيار هذا المكان لأنه خط التجمع للجيش الإسرائيلي, كما انه قريب جدا من مطار اللد الحربي, وكانت القوات المصرية تخطط لإحداث حالة شلل وارتباك في صفوف القوات الإسرائيلية, ومطارها العسكري لإعاقة انطلاق المقاتلات, عندما تبدأ الحرب. ولكن بعد ثلاثة او اربعة ايام من وصولهم للمكان وقعت كارثة5 يونيو وانسحب الجيش الاردني, واصبحت القوات المصرية اسيرة داخل عمق الخطوط الإسرائيلية, لاتعرف شيئا عن خريطة المكان ولا طريق العودة وتبعثروا في القري شمال القدس وغرب رام الله, واستشهد منهم الكثيرون, والقبور في هذة القري كتب عليها الشهيد البطل المصري فقط بغير اسماء, وعشرات الحكايات سمعتها من أهالي القري والشيوخ عن بطولة الرجال المصريين منهم من رفض تبديل ملابسه العسكرية والتخلي عن سلاحه, ومنهم من اقام ايام واسابيع في بيوت الفلسطينيين أنتظارا لأوامر القيادة, حتي جاءت القوات الإسرائيلية واحرقت ثلاث قري بأكملها بحثا عن الجنود المصريين. وكان ابرز من تعامل مع هؤلاء الابطال هو الحاج موسي ابوزيد85 عاما قال كنت في الأربعين وقتها وكنت اعمل دليلا, ومدربا علي السير في الصحراء علي النجوم وقطعت ثماني رحلات بالأبطال المصريين من هذا المكان الي حدود الاردن, وعرفت من احد الضباط في أول رحلة ان عددهم600 وكان معي وقتها45 فقط أنطلقت بهم عبر طرق وأودية اعرفها جيدا وبعيدة عن قوات الاحتلال ووصلت الي نهر الأردن, وعدت قبل الفجر واخبرت اهالينا ان المصريين تبعثرو في المكان وعددهم كبير, ورحنا نجمعهم حتي اخر رحلة ليلية كان معي ثمانية فقط, ولكن جميع من عادو الي حدود الأردن لم يصلوا الي ثلاثمائة والباقي تحتضن هذة الارض رفاتهم. ويتذكر الحاج موسي في احدي الرحلات كان معه27 من الأبطال, وفي غرب مدينة بيت لحم تصادف وجود دورية اسرائيلية, وكان من الممكن ان نختبيء منهم ولكن الرجال الأبطال أبو ان يختبئوا وأصروا علي الألتحام, برغم توسلاتي لهم ان ينجوا بأنفسم ويعودوا الي بلادهم, ابادوا22 جنديا وضابطا اسرائيليا وفجروا ثلاث سيارات واستشهد منهم5 واصيب اثنان حملهم زملاءهم معهم عبر نهر الأردن, بينما دفنا في نفس المكان الشهداء الخمسة, ويصمت الحاج موسي وهو يردد كانوا ابطال. وبعد45 عاما تصعد قصص ابطال الكوماندز المصريين الي السطح, وتروي قصص بطولاتهم, عندما تم تشييد نصب تذكاري لهؤلاء الشهداء في نفس المكان الذي تجمعوا فيه بمنطقة اللطرون علي اطراف قرية بيت لقيا, ويوجه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول الدعوة إلي السفير المصري لدي السلطة الفلسطينية في رام الله ياسر عثمان ليفتتح النصب ويضع عليه اكليلا من الزهور, في احتفالية كبيرة حضرها قيادات حركة فتح وكوادر السلطة الفلسطينية, وجميع الفصائل في احتفال مهيب. كما اعلن يوسف كراجة منسق اللجنة الوطنية للمقاومة الشعبية, عن بدء حملة للتعرف علي أماكن ومقابر الشهداء المصريين في الأراضي الفلسطينية, تخليد لذكراهم وبناء أنصبة تذكارية عرفانا لدورهم, وهو يؤكد ان كل القبور التي شاهدها في قري بتونيا والطيرة ونعلين وبيت لقيا لم تحمل اسم لأحد منهم بل كتب عليها فقط الشهيد البطل المصري.