د. وحيد عبد المجيد كاتب ومثقف كبير, يمارس هذا الدور الآن عبر توليه مسئولية النشر بمركز الترجمة والنشر بالاهرام, وكان لابد وان نلتقي بالكاتب والمسئول بين نهاية عام وبداية عام لنطل علي حركة النشر في هذه الفترة سألنا وأجاب .. - حركة النشر في مصر لا تعتبر محدودة كميا بالرغم من أن معدلاتها مازالت أقل من بلاد أخري في نفس مستوي التطور. فمتوسط عدد الكتب التي صدرت في مصر خلال السنوات الأخيرة هو حوالي تسعة آلاف كتاب في العام. وهذا المعدل أكبر مما كان عليه من قبل كميا. ولكن المشكلة الجوهرية هنا هي في النوع أكثر من الكم. إنها مشكلة نوع ما ينشر ونسبة ما يقدم إسهاما أو اجتهادا جديدا فيه. فهذه نسبة ضئيلة جدا سواء في العلم الاجتماعي أو التطبيقي. فأكبر مشكلة تواجه الناشر الجاد في المرحلة الراهنة هي قلة النصوص الجيدة ناهيك عن النصوص الممتازة. فالنخبة الأكاديمية والثقافية تعيد إنتاج أفكار أكثر مما تنتج أفكارا جديدة, والميل قوي إلي الكتابة السريعة' التيك أواي' وتحويل مقالات الصحف والمجلات إلي كتب. فمشكلة النشر إذن هي مشكلة أفكار أكثر منها مشكلة مؤسسات في المقام الأول. فما هي اهم معالم النشر خلال هذا العام ؟ أولها مزيد من التقدم النوعي يضاف إلي الإنجاز الذي تحقق في إصدارات مكتبة الأسرة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة, وخصوصا من حيث العناوين التي صدرت في هذا المشروع خلال2009 بفضل التحول الذي أحدثته رئاسة د. فوزي فهمي للجنة اختيار الكتب. وثانيها ازدياد الهجمة التي يقوم بها أعداء الإبداع والباحثون عن الشهرة ضد الأعمال الإبداعية بدعوي الإساءة إلي المقدس الديني أو الذات الإلهية. فقد وقع بعض الأعمال الإبداعية ضحية تلك الهجمة, ومن بينها مجلة' إبداع' التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب. فقد تعرضت هذه المجلة إلي محنة غير مسبوقة عندما نجح مدعو الدفاع عن الفضيلة في استصدار حكم من القضاء الإداري بمصادرة هذه المجلة المخالفة للقانون المصري الذي يتضمن عقوبات مشددة علي جرائم النشر ولكنها لا تصل إلي حد مصادرة المطبوعة. ولكن المحكمة الإدارية العليا صححت الوضع وقررت وقف تنفيذ هذا الحكم. والثالث فاسمح لي بالقول إنه إعادة الروح إلي مركز الأهرام للترجمة والنشر واندماجه مع وكالة الأهرام للتوزيع التي كانت قد ألغيت وتم ضم نشاطاتها إلي الإدارة العامة للتوزيع في الأهرام, ونشأ عن هذا الاندماج مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع. وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية باتجاه استعادة مجد الكتاب في' الأهرام' بعد سنوات من التراجع. فقد تم تجميع كل أنشطة الكتاب بالأهرام في هذا المركز, وبدأ العمل في إطار خطة طموح تستهدف الارتقاء بهذه الأنشطة نشرا وترجمة وتوزيعا وتسويقا واستيرادا وتصديرا وعلي كل صعيد. هل يشمل ذلك الكتاب الأجنبي الذي كان الأهرام رائدا في استيراده وتسويقه في مصر؟ نعم بالتأكيد, والدوريات العلمية أيضا. وقد كنت متألما لتغير الأوضاع في سوق الكتاب لغير مصلحة الأهرام في السنوات الماضية. ولكننا بدأنا في توسيع نطاق هذا النشاط بالاعتماد علي خبرات متوفرة لدي الأهرام. ولدينا خطة لزيادة مبيعات الأهرام من الكتاب الأجنبي في مصر إلي نحو15 مليون جنيه عام.2011 وقد فتح التوسع في الجامعات الخاصة والجامعات المسماة أجنبية وزيادة أقسام اللغة الأجنبية في كثير من كليات جامعة القاهرة وجامعات مصرية أخري بابا مهما في هذا المجال. نقترب اذن من مكتبات الأهرام التي كانت ومثيلتها التي أنشئت في السنوات الأخيرة؟ تطوير المكتبات وتحديثها مهمة أساسية بدأنا فيها فعلا بالتعاون مع وكالة الأهرام للإعلان, وتم إعداد تصميمات جديدة وسنبدأ التنفيذ في مكتبة الإسكندرية, حيث لا توجد مكتبة حديثة حتي الآن في هذه المحافظة بالإضافة إلي مكتبة الأوبرا في القاهرة. وسنطور باقي المكتبات تباعا. ويهدف هذا التطوير لأن تكون المكتبة صديقة للقارئ تساعده في الحصول علي الكتاب الذي يريده وتقدم له خدمة' الانترنت' التي سيتم إدخالها في مكتباتنا. ويقتضي ذلك تغيير شكل المكتبة وتطوير أداء العاملين فيها.