«أخشى أن أكون آخر الرؤساء الجمهوريين». هذه العبارة جاءت على لسان الرئيس الأمريكى السابق «جورج دبليو بوش» الابن فى مقابلة أجراها مع المؤرخ الأمريكى «مارك كيه أبديجروف» عقب فوز الرئيس الأمريكى الحالى «دونالد ترامب» بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذى استلهم منها عنوان كتابه التى يصدر اليوم «آخر الجمهوريين». ويقول الكاتب «أبديجروف» إن هذا العنوان يحمل معنى مزدوجا، فلا يعنى فقط خوف بوش الابن من فوز مرشحة الحزب الديمقراطى «هيلارى كلينتون»، وقد يعنى أكثر خوف وقلق الرئيسين السابقين بوش الأب والابن من فوز ترامب وتدميره الحزب الجمهوري، لأنه يحمل أفكارا متناقضة تماما مع أفكار الحزب الذى يعمل على إزالة الحدود فى التجارة والهجرة وتعزيز الديمواقراطية والمجتمع المدني، وتأكيد دور الولاياتالمتحدة القوى فى العالم. وكشف الكتاب رفضهما التصويت لترامب، وتصويت الأب لهيلاري، بينما لم يصوت بوش الابن لأى منهما. كما كشف أبديجروف أن بوش الأب لا يحب ترامب ولا يتحمس له، رغم عدم معرفته به شخصيا، لكنه يعرف أنه «ثرثار» ويفتقد صلاحية شغل هذا المنصب، أما بوش الابن فيرى أن ترامب لا يعرف ماذا يعنى أن يكون رئيسا، ولكى يوحد الدولة لابد له من التحلى بالتواضع الذى يفتقده، والتخلى عن الأنا الذى يريد فقط إشباعها. ووصف أبديجروف علاقة الأب والابن بأنها وطيدة، وأن الأب كان حريصا على وجوده بشكل ودى فى حياة ابنه أثناء فترة رئاسته، مع عدم التدخل فى الحكم حتى لا يكون عبئا عليه، ولأنه يثق فى معرفة ابنه متطلبات المنصب. ويلقى الكتاب نظرة على فترة شباب بوش الابن والحياة المتمردة التى كان يحياها، ورغم ذلك لم يكن الابن العاق الذى ترك عائلته. ونفى أبديجروف ما كان يثار فى أثناء حكم بوش الابن من أن نائبه ديك تشينى ووزير الدفاع رامسفيلد هما من كانا يتخذان القرارات المهمة فى أثناء رئاسته. موضحا أن مجرد طرح هذه الفكرة يعتبر شيئا مضحكا وساخرا، لأن بوش الابن له باع كبير فى اتخاذ القرارات المهمة، ويتمتع بثقة كبيرة فى نفسه كقائد، إضافة لثقة من حوله فى قيادته.