خرج عبد الناصر من جرح الوحدة مع سوريا بعقيدة أن السبب في الانفصال نجاح الرأسمالية السورية في شراء عدد من الضباط السوريين وتحريضهم علي الانقلاب, ونتيجة لهذه العقيدة قرر عبدالناصر تقليم أظافر أصحاب المال في مصر, فكانت قرارات التأميمات وبعد ذلك الحراسات التي هدفت كما قال عبد الناصر كثيرا حماية الشعب من تسلل الرجعية والانقضاض علي مكاسبه. كان أيضا من نتائج الانفصال عن سوريا تصنيف عبد الناصر بقوة للدول العربية, فلم تعد الرجعية هم أصحاب المال والسياسيون القدامي في داخل مصر, بل امتدت الرجعية إلي الدول العربية, ووضح هذا بصورة خاصة عندما جري يوم62 مايو2691 انقلاب عسكري علي نظام الإمامة المتخلف في اليمن قام به العميد عبد الله السلال, ولما وقفت السعودية( وهي من قائمة الدول الرجعية) ضد الانقلاب العسكري علي حدودها, فقد هب عبد الناصر للمساعدة العسكرية في أرض جبلية قاسية لم يسبق أن تدربت عليها القوات المصرية التي ذهبت في البداية في شكل اعداد صغيرة تم تدعيمها حتي أصبحت لنا فرقة كاملة هناك جري من خلالها استنزاف مصر ماديا وعسكريا في الوقت الذي تراجعت فيه خطط التدريب العسكري والتنمية العامة في مصر, وتم استخدام حرب اليمن لأهداف أخري أشهرها ت.ح أي تحسين حالة العسكريين الذين يرسلون إلي هناك بسبب البدلات الكبيرة التي تدفع لهم. وفي مايو76 وعلي أثر حشود اسرائيلية علي الحدود السورية ثبت عدم صحتها, أعلن عبدالناصر دفعه القوات المتبقية في مصر إلي سيناء حيث كانت معظم القوات مازالت في اليمن, وأخذت الشهامة مع سوريا مصر إلي أسوأ وأسرع حرب تورطت فيها كانت من نتيجتها احتلال اسرائيل لسيناء كلها وللجولان السورية كلها وللضفة الغريبة بما فيها القدس بالكامل, وهكذا من أجل سوريا ذهبنا إلي الحرب لانقاذها وأصبحنا في حاجة إلي من ينقذنا..! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر