يحكى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز كتب إلى الحسن البصري قائلا له : اجمع لي بإيجاز بين أمرى الدنيا والآخرة ؛ فكتب الحسن البصري : (إنما الدنيا حلم ، والآخرة يقظة ، والموت متوسط ، ونحن في أضغاث أحلام ... من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر فى العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل ، ومن حلم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، ومن علم عمل ... فإذا زللت فارجع ، وإذا ندمت فأقلع ، وإذا جهلت فأسأل ، وإذا غضبت فأمسك). أتفق مع البصري في كل ما قاله للخليفة وبخاصة عندما وصف الدنيا بأنها حلم وما نعيشه بها مجرد أضغاث أحلام ، فعندما تسترجع شريط ذكريات حياتك ، ستشعر أن حياتك كانت حقا مجرد حلم قصير جدا ، لا تتذكر منه سوى قليل من الأحداث الأليمة التي سمحت لها بالتأثير السلبي على نفسيتك وبذلك حفرت بذاكرتك وسوف تتذكر كذلك قليل جدا من الأحداث السعيدة بشكل عابر وغير ذلك لن تتذكر شيئا على الأطلاق !! ولكن طالما أن الحياة مجرد حلم ؛ فلماذا نعطي لها كل هذه الأهمية ؟! أي آلام نهتم باسترجاعها ؟! ، لماذا نهتم بتذكر المواقف الأليمة ؟! ، كل ما علينا فعله اذا هو إتقان فن التجاهل والترفع عن من وما يغضبنا ، ليس عليك عزيزي سوى مسامحة من أساء إليك لتسلبه قوته في التأثير السلبي عليك ، تعامل دائما برفق مهما كانت أخلاق من حولك ، لا تنزل لمستوى أخلاقهم ابدا ، لا تجعلهم يدفعونك إلى طاقتهم السالبة للسعادة ومشاعرهم السلبية ، كل ما عليك فعله هو عدم التفاعل على الأطلاق مع كل المواقف السالبة لسعادتك ، أنت لست مضطرا ابدا لدفع فاتورة الطاقة السالبة لاحد غيرك ليقضي لك على الوقت القصير أو الحلم العابر الذي تعيشه بهذه الدنيا. تناسى أضغاث أحلامك السيئة من أوقات الغضب وقلة الاحتمال الكثيرة التي مررت بها ، ترفق بنفسك ولا تقسو عليها بمسامحتها وتقبلها بكل الظروف والأحوال ودفعها للمضي قدما والتغيير للأفضل دائما وحاول أن لا تضيع بقية حلمك القصير التي تحيا به في هذه الدنيا في المزيد من أضغاث أحلام مريرة !! ، لا تدع للغضب وقلة الصبر مجالا لإفساد باقي حلمك القصير بهذه الدنيا. انحيازك وميلك للقيام بما هو مألوف ، عدم وجود نية حقيقية لديك لاتخاذ موقف حاسم تجاه حالة الخمول والقصور الذاتي التي تجعلك فقط تدور بلا توقف في حلقاتٍ مٌفرَغَةٍ غير مُنتجةٍ لما تريد إنجازه والوصول إليه بشتى نواحي الحياة النفسية والعملية والاجتماعية والمادية والصحية والحياتية : كل ما سبق عزيزي مجرد أضغاث أحلام لا تسمح لها بالقضاء على باقي حلمك القصير بهذه الدنيا. ما شعرت أو ربما مازالت تشعر به من انحدار بمستوى طاقتك ، أو الشعور باللَّامُبالاة ، أو الكآبة ، أو الخمول : كل ما سبق صديقي لم يكن سوى أضغاث أحلام سيئة مررت بها لا تسمح لها بإضاعة باقي حلمك القصير بالحياة وابدأ من جديد بالتفاؤل وشحن نفسك بالطاقة الموجبة لتسمح للمشاعر الإيجابية بتحفيزك لإنجاز ما تريد تحقيقه. عدم مواجهتك لمخاوفك اللامنطقية ؛ مجرد أضغاث أحلام غير ذات قيمة ، تغلب عليها حتى تستمتع بباقي حلمك القصير بهذه الدنيا. الأوقات التي لم تتمكن من رؤية الآثار والعواقب لبعضِ المواقف في حياتك ، لم تكن سوى أضغاث أحلام سيئة ؛ عليك فقط نسيانها لتمضي بحلمك أو حياتك القصيرة بهذه الدنيا. شعورك بالقلق لأتفه الأمور ؛ أضغاث أحلام وكل ما عليك فعله فقط لتستكمل حلمك القصير أو حياتك بالدنيا ؛ أن تذكر الله في نفسك ولا تطلب العون إلا من الله وأن تتدبر آيات الله ليطمئن قلبك وأن تحافظ على سلامة قلبك من الظلم سواء بالقول أو الفعل وأن تنقي قلبك من الكره والتحاسد والكبر والغرور والرياء وأن تبعد نفسك عن الأذى والعدوان على الآخرين وأن تثق وتحسن الظن بالله وتسبحه وتستغفره وتحمده دائما لتشعر بالرضا. ولا تغفل عن جعل ذكرك لله باجتناب الكبائر والحفاظ على الصلاة ؛ الوقود الذي يزودك بالطاقة لإمداد قلبك بالاطمئنان وعقلك براحة البال ونفسك بالتفاؤل ووجهك بالابتسام ، حتى تستيقظ من أضغاث أحلامك بالدنيا بحلوها ومرها على الحياة السعيدة الحقيقية الخالدة بالجنة[email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;