شهدت الإسكندرية خلال الأيام الماضية حادثتين بقدر ما تدعوان للحزن والألم ولكنهما تدعوان أيضا للتأمل فيما يحدث من فوضى عارمة بالشارع السكندرى تجبرنا على ضرورة التصدى لها من أجل إيقاف نزيف الدم ومنع السرقات بالإكراه بسبب البلطجة العلنية بالشارع التى يمارسها أصحاب «التكاتك» و«التونيات» وهى سيارات سرفيس صغيرة تستوعب 8 أفراد، ويقودها صبية وعاطلون فى تهور يصل لحد الموت. الموقف الأول الذى لا ينساه أهالى الإسكندرية وقوع أحد الطلاب من نافذة الفصل الدراسى وعند استدعاء الإسعاف لم تستطع الوصول لمكان الحادث حيث كانت التكاتك تحاصر المدرسة والمنطقة بأكملها.. أما الثانية فكان بطلها أحد «التونايات» هى أيضا تمثل كارثة بكل المقاييس حيث شهدت منطقة العجمى حادث مقتل شاب لاعب كرة قدم داخل «التوناية» بطريقة وحشية، وبنظرة متأنية على الشارع السكندرى نجد آلافا من «التكاتك» التى تحولت إلى صداع مزمن فى رأس عروس البحر بعد أن احتلت الشوارع الرئيسية والجانبية والحوارى الضيقة وتمثلت خطورتها فى صرخات مدوية من أهالى المدينة نسجلها فى السطور التالية لعلها تصل للمسئولين لمواجهة ظاهرة الموت بوسائل المواصلات. فى البداية تقول نجوى عبادى حسين «من سكان باكوس»: منذ سنوات أصبح التوك توك وسيلة الانتقال الوحيدة لنا، وفى البداية رحبنا بهذه الوسيلة الغريبة غير المكلفة والسريعة ولكن مع مرور الوقت أصبح الصبية الصغار مما لايتعدون سن العاشرة يقودون التكاتك, ويلتقط بدر عبد الرحيم أطراف الحديث بقوله ارتفعت قيمة الركوب حتى وصلت من 5 - 10 جنيهات والأخطر استغلالها فى عمليات الخطف والسرقة فى وضح النهار كما أن عددها أصبح يفوق عدد سكان المناطق التى تحتلها والأخطر من ذلك أنها تحاصر معظم المدارس ونجد صعوبة بالغة فى الوصول لأبنائنا. ويضيف: لماذا لايصدر محافظ الإسكندرية قرارا بمنع التكاتك من شوارع المدينة كما فعل محافظ مرسى مطروح. وبنبرة حزينة تقول نعمات السيد عبده إحدى ضحايا التوناية: اعتدت ركوبها, وفى أحد الأيام عند استيقافى لإحداها وكان يركبها 3 سيدات وبعد مرور دقائق فوجئت بالسائق يأمر السيدات بعمل الواجب الذى اتضح خطف حقيبتى والإجهاز على فى حالة صراخى ولم أدر إلا وأنا ملقاة على الأرض فى مكان بعيد لا أعرفه.. وتتساءل أين الأمن.. أين رقابة مباحث المرور على هذه النوعية من وسائل المواصلات؟ «الأهرام» حاولت التواصل مع العديد من الجهات مثل إدارة المرور والمحافظة إلا أن الجميع رفضوا الحديث مؤكدين أن المسئولية متشعبة والأمر يحتاج إلى تدخل العديد من الجهات للقضاء عليها.