في نوفمبر 2012، جاء في قرار المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني ما يلي: «يهدف الفوز المشترك إلى الدعوة إلى الوعي برابطة المصير المشترك للبشرية جمعاء. ويتعين على أي دولة، وهي تسعى لتحقيق مصالحها، أن تضع في اعتبارها مصالح الدول الأخرى، وأن تدفع التنمية المشتركة من خلال تحقيق تنميتها الوطنية، لإنشاء علاقة شراكة جديدة للتنمية العالمية تكون أكثر توازنا، وأن تبذل جهودا متضافرة لمواجهة الصعوبات وتقاسم المسؤولية والتطلعات المشتركة لتعزيز المصالح البشرية المشتركة.» وقد حازت هذه الفقرة على اهتمام كبير في العالم. في مارس 2013، قام الرئيس الصيني شي جين بينج بأول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسا للصين، وألقى كلمة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، شرح فيها لأول مرة الرؤية الصينية حول اتجاه الحضارة البشرية مع العالم. قال الرئيس: «في هذا العالم، يتعمق الترابط المتبادل بين جميع الدول بشكل غير مسبوق. يعيش البشر في نفس القرية العالمية وفي نفس المكان الذي يتلاقى فيه التاريخ والواقع، وتصبح رابطة المصير المشترك وثيقة تدريجيا». بعد ثلاثين سنة من الإصلاح والانفتاح، ارتفع حجم الاقتصاد الصيني من المرتبة العاشرة إلى المرتبة الثانية عالميا، وتساهم الصين في المعدل السنوي لزيادة الاقتصاد العالمي بنسبة 30% تقريبا. في نفس الوقت، نجحت الصين في تخليص أكثر من سبعمائة مليون فرد من الفقر، وهو ما يمثل أكثر من 70% من مهمة تخفيف حدة الفقر في العالم. في المجال السياسي، تلتزم الصين نهجا جديدا يتمثل في مبادئ «الحوار بدلا من المجابهة والشراكة بدلا من التحالف». تفصيل ذلك، أن كافة الدول عليها أن تجد النقاط المشتركة وتترك نقاط الخلاف مع غيرها جانبا، مع احترام النظام الاجتماعي وطرق التنمية التي تختارها الدول بنفسها، واحترام كل منها للمصالح الجوهرية للدول الأخرى. في المجال الأمني، تدعو الصين إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة القديمة لبناء مفهوم جديد للأمن يتسم بالمشاركة والتكامل والتعاون والاستدامة، في أسرع وقت ممكن. لذا، تبذل الصين جهودا دءوبة لتقديم الحلول للقضايا الساخنة الإقليمية والقيام بالوساطة الإيجابية وفقا لمفهوم الأمن الجديد. وتشارك الصين في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة بشكل عميق، مما جعلها أكثر الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إرسالا لقوات حفظ السلام، وأكثر دولة نامية مساهمة ماليا في دعم عمليات حفظ السلام. في المجال الاقتصادي، تدعو الصين إلى الانفتاح والابتكار والتسامح والمنفعة المتبادلة لتحقيق الفوز المشترك من خلال التعاون والتنمية المشتركة مع الدول الأخرى. في مجال التبادل الحضاري، تحاول الصين تعزيز التبادل بين مختلف الحضارات وأنماط التنمية المختلفة، وتحقيق التكامل بين جميع البلدان من خلال المنافسة. وقد شرح الرئيس شي جين بينج هذا المفهوم بشكل أعمق في خطابه الذي ألقاه في برلمان بيرو في نوفمبر 2016. فقال: «إن الحضارات المختلفة تجسد حكمة ومساهمات الأمم المختلفة، وليس من بينها حضارة راقية وحضارة وضيعة. يجب المساواة بينها والتعلم من بعضها البعض، ودفع التطور الإبداعي للحضارة البشرية.» في مجال التنمية الخضراء، أصبحت الصين مبادرة ومساهمة فعليا في اتفاقيات تغير المناخ. أخذت الصين زمام المبادرة في الموافقة على «اتفاقية باريس للمناخ» ولعبت دورا ثابتا في مواجهة تغير المناخ. أشارت باتريشيا اسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إلى أن الصين هي الدولة الرائدة المنفذة لاتفاقيات تغير المناخ، وقد حققت نتائج كثيرة، بهذا الخصوص، وهي المرشدة في الالتزام باتفاقية باريس للمناخ.»