كتب:عبد الوهاب حامد: عن جابر بن سمرة قال: دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم المسجد وهم حلق فقال: مالي أراكم عزين أي متوفين, فلقد رأي رسول الله عليه السلام أصحابه متفرقين جماعة جماعة. لا يجمعهم مجلس واحد فنهاهم عن التفرق وأمرهم بالاجتماع لأنه صلي الله عليه وسلم يحب الجماعة ويبغض التفرق, وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يأمر بالاعتصام بحبل الله وعدم التفرق, قال الله تعالي: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقد أنعم الله علي عباده اذ كانوا أعداء فألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته اخوانا وجماعة واحدة, لذلك يكره الله ورسوله التفرق والاختلاف وعودة المسلمين مختلفين الي جماعات شتي, كل جماعة بما لديهم فرحون, ويظنون أنهم هم الفرقة الناجية المتبعة ماكان عليه رسول الله وأصحابه وان ما قيل في تفسير قوله تعالي: واعتصموا بحبل الله وحبل الله هو الجماعة, والله تعالي يأمر بالألفة وينهي عن الفرقة وذلك لأن الفرقة مهلكة والجماعة نجاة, قال ابن مسعود: عليكم بالجماعة فانها حبل الله الذي أمر به ماتكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة, وقوله تعالي: وان تفرقوا يعني ولا تختلفوا في ذلك الاعتصام كما اختلف أهل الكتاب وكما افترقت اليهود والنصاري في أديانهم, ولا تفرقوا متابعين للهوي والأغراض المختلفة, وكونوا في دين الله اخوانا فيكون ذلك منعا لهم عن التقاطع والتدابر. وقد أوجب الله تعالي علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه والرجوع إليهما عند الاختلاف, وأمرنا بالاجتماع علي الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادا أو عملا وذلك سبب اتفاق الكلمة وانتظام الشتات الذي يتم به مصالح الدنيا والدين والسلامة من الاختلاف, وأمر بالاجتماع ونهي عن الافتراق الذي حصل لأهل الكتابين, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: افترقت اليهود علي إحدي أوثنتين وسبعين فرقة, وتفرقت النصاري علي احدي أوثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي علي ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار الاملة واحدة قال من هي يارسول الله ؟: قال: ماأنا عليه وأصحابي وكذلك أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بلزوم الجماعة وبين خير ذلك فقال عليه الصلاة والسلام عليكم بالجماعة وإياكم بالفرقة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد, من أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة وقال صلي الله عليه وسلم ان الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد علي ضلالة ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ الي النار وبين حقيقة فعل من فارق الجماعة فقال صلي الله عليه وسلم: من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه, كما بين الله العاقبة السيئة لمن فارق الجماعة وساهم في تفريقها فقال عليه السلام: من رأي من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه, فانه من فارق الجماعة شبرا فمات الامات ميتة جاهلية