فى الوقت الذى تعجز فيه السلطات الأمريكية عن حل لغز الدوافع وراء مذبحة «لاس فيجاس»، أكدت ماريلو دانلى -62 عاما- صديقة سفاح لاس فيجاس ستيفن بادوك أنها لم يكن لديها أى علم مسبق بمخططه الآثم الذى نفذه مساء الأحد الماضي، وأوضحت أن بادوك كان»رجلا هادئا ومحبا»، يأتى ذلك فى الوقت الذى يعكف فيه المحققون الأمريكيون على مراجعة بيانات ألعاب المقامرة الإلكترونية، لتتبع أنشطة بادوك السابقة. وأعلن المحامى ماثيو لومبارد، فى بيان تلاه بالنيابة عن دانلي، أن ستيفن بادوك الذى كانت تعرفه موكلته، كان»رجلا لطيفا ويقظا وهادئا»، وأكدت أنه لم يقل لموكلته شيئا يدعو للاعتقاد»بأن شيئا مروعا سيحدث على يديه، مشيرا إلى أن بادوك هو من ساعد دانلى على السفر فى رحلة إلى الفلبينمسقط رأسها وحول لها مبلغا ماليا كبيرا. وتشير تحقيقات المباحث الفيدرالية الأمريكية «إف بى آي» إلى أن بادوك قام بشراء منزله بمبلغ 396 ألف دولار نقدا حصل عليها من المقامرة، وقام ببناء سور عازل وقاتم حتى لايتمكن جيرانه من رؤيته أو معرفة ما يدور عنده، وأنه عندما اعترض جيرانه على هذا السور وطالبوه بإزالته اعترض وأصر على موقفه. وأضاف «إف بى آي» أن جيرانه شهدوا بأنه كان منطويا على نفسه وأنه كان ينام النهار ويستيقظ بالليل للعب القمار ولكنهم لم يشكوا قط فى سلوكه. وأشار تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إلى أن عاملا بأحد الفنادق الأمريكية التى كان باودك يتردد عليها للعب القمار وصف باودك بأنه كان مقامرا من الطراز الأول. كما كشفت التحقيقات عن أن الجانى حصل على الغرفة الفندقية التى استخدمها فى تنفيذ جريمته مجانا لأنه كان عميلا متميزا، حيث كان ينفق عشرات الآلاف من الدولارات فى كل مرة يزور فيها الفندق للعب القمار. وأظهرت التحقيقات الخاصة بتلك الواقعة أن العديد من الفنادق الأمريكية تقدم خصومات وحوافز لكبار العملاء ولاسيما المقامرين منهم لحد منحهم فيلا مجانا لمدة ليلة واحدة تقدر قيمتها ب 3 آلاف و 500 دولار. وفى غضون ذلك ، نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية مقالا لديفيد آرنوفيتش بعنوان «بادوك أكثر رعبا من بن لادن». وقال كاتب المقال إنه فى مساء الأحد الماضى قام ستيفن بادوك بقتل أشخاص أكثر من عدد الذين لقوا حتفهم فى اعتداءات ال7 من يوليو فى بريطانيا. وأضاف الكاتب قائلا:» بادوك لم يكن له سوابق»، كما أنه لم يعان من اكتئاب جراء خسارته لجميع أمواله فى القمار الذى تشتهر به المدينةالأمريكية الصاخبة، كما أنه لم يكن مصابا بمرض خطير أو قاتل». وختم بالقول إن «بادوك ليس بن لادن أو البغدادي، بل هو أسوأ كابوس نستيقظ منه».