شاءت الأقدار أن تمنع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند من إحترام الوعد الذي سبق وقطعه علي نفسه وقت حملته الإنتخابية منذ شهرين بطي صفحة سلفه الرئيس نيكولا ساركوزي بالابقاء علي حياته الخاصة والعامة منفصلتين بشكل صارم. وبالرغم من حرصه الشديد علي احترام هذا الوعد إلا أن الضربة جاءته من أقرب الأقربين, سيدة فرنسا الأولي وصديقته الصحفية فاليري تريرويلر والتي تعد أول سيدة أولي غير متزوجة بالاليزيه, لتضرب بهذا الوعد عرض الحائط وتكتب تغريدة مثيرة للجدل علي موقع تويتر الاجتماعي تهاجم فيها شريكة أولاند السابقة وأم ابنائه الاربعة سيجولين روايال, حيث أعلنت دعمها ومساندتها لاوليفر فالورني منافس روايال في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي وذلك بعد أن أعلن أولاند بشكل واضح دعمه لشريكته السابقة. واعتبرت فضيحة تريرويلر, التي نجمت عن غيرة نسائية واضحة, وصمة لأولاند في الشهر الاول له في السلطة الي حد أن أطلق عليها اسم فضيحة تويترجيت علي غرار فضيحة ووترجيت أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا في عهد الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون. وبالرغم من الإحراج الشديد الذي اصاب أولاند من فعل تريرويلر, تحدث الرئيس الفرنسي علانية لأول مرة عن هذه الفضيحة الاسبوع الماضي خلال مقابلة تليفزيونية بمناسبة أول احتفال يشهده في السلطة بذكري سقوط سجن الباستيل حيث أظهر أولاند قدرته علي صقل صورة الرئيس العادي التي جاءت به الي قصر الاليزيه قبل شهرين علي نقيض سلفه نيكولا ساركوزي الذي إتسم بالاسلوب المفرط في الاندفاع.وقد أكد الرئيس الفرنسي انه اصدر تعليماته الي شريكة حياته فاليري وأسرته باحترام بدقة الفصل بين حياته الشخصية والعامة مشيرا إلي أن تريرويلر ستكون الي جانبه عندما يتطلب البروتوكول مثلما ظهرت خلال العرض العسكري في الشانزليزيه احتفالا بذكري يوم الباستيل. ويبدو أن تريرويلر قد أحست بالذنب فوعدت بأن تكون أكثر حكمة في استخدامها لموقع تويتر للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت وإنها ستدقق قبل كتابة أي رسائل علي تويتر. ويتساءل كثير من السياسيين هل فضيحة' تويترجيت' هي بداية الأزمات السياسية لأولاند وفأل نحس علي الرئيس الفرنسي كما حدث لرؤساء فرنسا السابقين؟ فبحسب أرشيف السنوات الخمس من تاريخ رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي, هناك العديد من الملفات التي تلاحقه حاليا بعد أن خرج من قصر الإليزيه هو وزوجته كارلا بروني. فالشائعات والفضائح والكثير من أخبار الزوجين لاتزال تثير اهتمام الفضوليين لمعرفة حقيقتها حيث تقول وسائل الإعلام الفرنسية إن بروني نالت سمعة ذائعة بسبب العلاقات الغرامية التي اقامتها مع مشاهير بينهم المغني ميك جاجر, واريك كلابتون, ودونالد ترامب قبل زواجها من ساركوزي منذ عامين. وهناك قضايا فساد تلاحق ساركوزي أيضا تتصل بليليان بيتانكور, وريثة دار لوريال العالمية واثري نساء فرنسا, وتتلخص الاتهامات في انها سلمت ساركوزي شخصيا مظاريف تحتوي علي اموال طائلة من اجل تمويل حملته الانتخابية في2007 وكان هذا مقابل تسهيلات ضريبية لها في حال توليه الحكم, وهو ما حدث اذ تسلم مفاتيح الاليزيه خلفا لجاك شيراك. فضلا عن تصريحات رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو بعد إعلان هزيمة ساركوزي أمام فرانسوا هولاند منذ شهرين مؤكدا حقيقة الأخبار التي كانت تحدثت عن تمويل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية سنة2007 بمبلغ100 مليون دولار.وليس فقط ساركوزي الذي لاحقته لعنة قضايا الفساد والمحاكمات, فقد حكمت محكمة الجنح في باريس في سبتمبر2011 علي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف مجاملات وهمية عندما كان عمدة باريس خلال التسعينيات حيث مثل شيراك كأول رئيس جمهورية فرنسي تدينه محكمة الجنح. في الواقع, أن وضع أولاند الاسري, وإن كان علي شاكلة الكثير من الاسر الفرنسية, يعد أيضا غير مسبوق بالنسبة لرئيس فرنسي, فصديقته تريرويلر تعد أول سيدة أولي غير متزوجة بالاليزيه. وبالرغم من ذلك لا يشعر الفرنسيون بالقلق إزاء وجود أسرة يجري اعادة تشكيلها في الاليزية. أما الامر الذي لا يمكن للفرنسيين تحمله ولا لأولاند الذي اشتهر بالحفاظ علي خصوصيته, هو نشر تفاصيل حياة الرئيس الخاصة علي الصحفات الاولي للجرائد لتكون بذلك بداية الفضائح والتشهير لرئيس فرنسا الذي لم يمض علي توليه حكم البلاد أكثر من شهرين.