خلا التحرير في أول يوم رمضان من المظاهرات التي اعتاد عليها الميدان, والمليونيات التي لم تقطع جمعة وراء جمعة لاشتداد الأزمة السياسية تعقيدا, إلا أن الميدان خلا أمس من أي مظاهرات, وتستمر حالة الاعتصام في الميدان علي الرغم من قدوم الشهر الكريم, وذلك حتي تنفيذ المطالب التي من أجلها اعتصمت بعض القوي, وبالأخص أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل مع وجود رمزي لحزب الحرية والعدالة بالاضافة الي ان الخيام الخاصة بالمعتصمين خاوية ومغلقة إلا أنها مازالت منصوبة.الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. ويتمسك المعتصمون بضرورة الغاء الإعلان الدستوري المكمل, ومنح الرئيس صلاحياته كاملة, والحفاظ علي التأسيسية, وعدم حلها علي رأس مطالبهم. كما يرفض المعتصمون أي تدخل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة في تشكيل الحكومة المرتقبة, رافضين أي دور يلعبه المجلس في السياسة علي حد وصفهم. ورفض المعتصمون أيضا أن يكون هناك أي مركز مميز للمؤسسة العسكرية في الدستور الجديد, مؤكدين أنه لابد من التعامل المحايد مع جميع مؤسسات الدولة. وقد بقيت المنصة الرئيسية بجوار شارع محمد محمود موجودة, وذلك انتظارا حتي بعد الافطار لتكون أداة لإحياء ليالي رمضان, حيث دعا حزب الاصالة السلفي لأداء صلاة القيام في الميدان وإحياء ليالي رمضان. ووسط حالة الهدوء التي شهدها الميدان صباح أمس, أثار منشور تم توزيعه من قبل أحد المصلين في مسجد عمر مكرم, يدعو فيه الي عودة ما اسماه انتخابات الصحابة, ورفض الديمقراطية التي نعتها بالصليبية وفق المنشور الذي تم توزيعه بين المصلين, وقد اتهمه أحد المصلين بأنه متشيع وطالبه بالابتعاد عن مسجد عمر مكرم. ومن جانبه, أعرب الشيخ مظهر شاهين خطيب المسجد في خطبة الجمعة أمس عن حزنه من أناس كانوا يظهرون أنهم ينتمون للثورة وبخلافهم مع أحد الأشخاص والجماعات يتحولون لمعسكر أعداء الثورة مما ينم علي أنهم منافقون, موضحا أن الأقنعة سقطت. وطالب من الرئيس محمد مرسي بضرورة تطبيق القوة في عدل قائلا يا دكتور مرسي مصر محتاجة الي القوة في عدل, وذلك مجرد فعل علي حالات الاستهتار بالقانون التي تشهدها مصر والتحدي لمؤسسات الدولة. وشن هجوما علي المزايدين, خاصة في قضية زيارة هيلاري كلينتون لمصر واتهام الثوار والرئيس المنتخب بالعمالة لأمريكا, مؤكدا موقف الثورة من رفض التبعية والهيمنة الأمريكية, متسائلا في الوقت ذاته أين هؤلاء عندما كان النظام السابق يتعاون استراتيجيا مع أمريكا. وأضاف ماذا لو أعلن مرسي مقاطعة أمريكا لقالوا في هذا الوقت أن الرجل يريد الهلاك لمصر مناشدا بضرورة النقد الموضوعي. وناشد رجال القضاء والعدل تحقيق العدل وعدم العودة بالبلاد الي المربع رقم واحد, خاصة مع الجمعية التأسيسية, مطالبا بتركهم يعملون لأن أي جمعية لن تخلو من العيوب, فالعمل الوحيد الذي لا يخلو من العيوب هو القرآن.