(ليس العاقلُ من يعرف الخير والشر،ولكن العاقلَ من إذا رأي الخير إتبعه،وإذا رأي الشر إجتنبه)كلمات تُكتب بماء الذهب للعالم والفقيه سفيان بن عيينة يرحمه الله. لذلك كان من الأدعية المأثورة عن خير البشر بل خير الخلق صلي الله عليه وسلم:(اللهم أرنا الحق حقاً،وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلاً،وارزقنا اجتنابَه).فمن منا لا يعرف حرمة الزنا وعاقبته الوخيمة حتي إن بعض الحيوانات تأنف أن تأتيه ،فقد قيل إن بعض إناث الحيوانات لا تسمح لأي ذكر آخر غير زوجها بالإقتراب منها ،وإن الذئب لا يقترب من أنثي أخري غير أنثاه ولذلك لا إختلاط للأنساب في عالم الذئاب كما هو في عالم البشر والتمدن والحضارة وصعود القمر وإكتشاف المريخ والفيس والواتس.والعجيب في الذئاب أنه لا يوجد عندها زنا المحارم،لكن الإنسان قد ينحط درجات أسفل من درجات الحيوان ويأتي هذا الأمر القبيح. وفي بعض الحيوانات من العفة ما لا يوجد عند ابن آدم الذي كرمه الله عز وجل علي جميع المخلوقات. ولقد أفرد إبن كثير يرحمه الله في مقدمة تفسيره لسورة الإسراء عدة صفحات مما شاهده النبي صلي الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج عن عذاب أهل النار (من يأتون الحرام ويتركون الحلال ومن يقعون في أعراض الناس ويأكلون لحومهم ومن يثيرون الفتن بين الناس من خطباء في المساجد أوالإعلام وغيره،وحال الهمازين واللمازين ومن يقطعون الطريق ولا يعطونه حقه وآكلي الربا وآكلي أموال اليتامي ظلماومن يتثاقلون عن الصلاة المكتوبة ومن يُضَّيعون الأمانات ومن لا يُخرجون صدقات أموالهم) ووصف النبي صلي الله عليه وسلم الجنة ونعيمها وسدرة المنتهي والحور العين والأنبياء الذين إلتقاهم في السمو'ات السبع ونهر الكوثر والبيت المعمور وقوة جبريل عليه السلام وأجر المجاهدين ونعيم ماشطة فرعون والصلاة بالأنبياء في المسجد الأقصي المبارك . كما أورد عدة مشاهد رآها النبي صلي الله عليه وسلم لعذاب الزناة من الرجال والنساء.يقول النبي صلي الله عليه وسلم:(…ثم مضيت هنيهة فَإِذا أَنا بأخونه "موائد"عَلَيْهَا لحم مشرح لَيْسَ يقربهُ أحد وَإِذا أَنا بأخونة عَلَيْهَا لحم قد أروح وأنَتَن عِنْدهَا أنَاس يَأْكُلُون مِنْهَا،قلت يَا جِبْرِيل:من هَؤُلَاءِ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من أمتك يتركون الْحَلَال ويأتون الْحَرَام …قال: ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بنساءٍ تعلقن بثديهن،فسمعتهن يضجُجْن إلى الله عز وجل،قلت: يا جبريل من هؤلاء النساء؟قال:هؤلاء الزناة من أمتك…ثم أتَى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدرولحم نيئ خبيث في قدر،فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب، فقال:ما هؤلاء يا جبريل؟فقال: هذا الرجل من أمتك، تكون عنده المرأةُ الحلالُ الطيبةُ، فيأتي امرأة خبيثةً فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأةُ تقوم من عند زوجها حلالا طيبًا،فتأتيَ رجلا خبيثًا فتبيت معه حتى تصبح)مشاهد لا تحتاج لشرح فهي كاشفة شارحة مُبينة لحالها. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود:[قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟قال:(أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك)قال:ثم أي؟ قال:(أن تقتل ولدَك مخافة أن يطعَمَ معك)قال:ثم أي؟قال:(أن تزانيَ حليلة جارك)فأنزل الله عز وجل تصديقها:﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾"الفرقان: 68"](آثاما ) أدوية في جهنم يُعذب بها الزناة . وروي أحمد:[سمعت المقداد بن الأسود يقول :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه،(ما تقولون في الزنا) قالوا:حرامٌ حرمهُ اللهُ ورسولُه وهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لأن يزنيَ الرجلُ بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره…) وفي رؤية منامية طويلة، قال النبي صلي الله عليه وسلم:[…إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما فانطلقنا فأتينا على مثل التنور"الفرن" قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات قال فإطَّلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضَوضوا"صاحوا من شدة الألم"…فهم كذلك إلي يوم القيامة "أي هذا العذاب في القبر "قلت:من هؤلاء يا جبريل : قال هؤلاء الزناة] . وكثير من الناس يأتون إلي مواضع الفتن (محادثات هاتفية -خلوة -إختلاط-محادثات علي الخاص-تبسط في الحديث وتغنج في الكلام -ملابس تكشف وتفضح أكثر مماتستر-إطلاق البصر) وهم يرون أنهم لن يُفتنوا ولكن لا يزال بهم الأمر حتي يقعوا في الفتنة.ويتناسي هؤلاء أن أول شيء يتعفن في الإنسان في أول ليلة في القبر هوالفرج والبطن ،وهما أكثر شيئين حافظ عليهما في الدنيا وخسر الله عز وجل بسببهما يتعفنان في أول ليلة .كما يتناسون أن العيونَ الجائعةَ أشدُ ضراوة من البطون الجائعة فالبطون إذا شبعت إكتفت والعيون كلما أكلت جاعت. وكل الديانات تحرم الزنا،أنظر إلي السيدة مريم عليها السلام وهي تؤكد طهرها وعفتها:(.. وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)"مريم - 20"أي لم يقترب منها رجل أبدا ولو بمجرد اللمس.والطاهرة معروفة عند الناس ،فقدعرف معاصروها عفتهاوطهرعائلتها فقالوا:(يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا )"مريم - 28)".لكن عجيب أمر الإنسان أن يفعل تلك الفعلة الشنعاء والأعجب أن يفعلها مستخدما نعمة الله عليه،كما قال إبن الجوزي:(تأملت بالمعاصي فوجدت أنه لايُمكن للإنسان أن يفعل معصية إلا بإستعمال نعمة من أنعم الله عز وجل عليه). فماذا عساه أن يتحصل من شهوة لو وضعها في الحلال لكانت له صدقة وأجراوثواباعند الله عز وجل .ولو إفترضنا أننا وفرنا لأي زانيين حجرة فارهة فيها كل ما لذ وطاب وقلنا لهما:افعلا ما شئتما وخذا وقتكما وراحتكما ، ثم في الحجرة المجاورة هناك تنور تنالان فيه عاقبة فعلتكما، هل يستطيعان أويفكران؟فما بالُنا بعذاب القبر وبنار جهنم التي تزيد عن نار الدنيا مُجتمعة سبعين ضعفا ؟ [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة;