قبل يومين من إجرائه، ووسط رفض دولى متزايد، أبدى مجلس الأمن الدولى معارضته للاستفتاء على الاستقلال الذى يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه بعد غد، محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار ومجددا تمسكه ب «سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه». وفى إقليم كردستان، كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء، عن موعد فتح وإغلاق مراكز الاقتراع أمام المواطنين بعد غد، مؤكدة أن الاستفتاء سوف يقام فى موعده، مع التزام الإقليم باستمرار الحوار مع بغداد. وفى بيان صدر بإجماع أعضائه ال15، أمس الأول، أعرب مجلس الأمن عن «قلقه إزاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التى قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية». وأضاف البيان الذى تجنب ذكر كلمة الاستقلال أن الاستفتاء «مقرر فى وقت لا تزال فيه العمليات مستمرة ضد تنظيم داعش، والتى تؤدى القوات الكردية فيها دورا رئيسيا»، محذرا من أن اجراء الاستفتاء يهدد أيضا ب «إعاقة الجهود الرامية لضمان عودة طوعية وآمنة لأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ إلى ديارهم». ودعا إلى حل أى مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان فى إطار الدستور العراقى عبر حوار منظّم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي. جاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الروسية رفض بلاده لفكرة الاستفتاء ، وقال فى معرض لقائه مع نظيره العراقى ابراهيم الجعفرى إن بلاده تؤيد حل القضايا الداخلية للعراق على أساس الوفاق الوطنى والحوار والتنازلات المتبادلة. وأكد الوزير الروسى تمسك بلاده بوحدة أراضى وسيادة واستقلال العراق، وضرورة توصل الأطراف المعنية إلى الحلول المقبولة من كل منها عبر الحوار. وفى العراق، خرج المئات من الأهالى بمحافظة نينوى فى مظاهرة حاشدة لرفض إجراء الاستفتاء، وحمل المتظاهرون، الذين يمثلون جميع الطوائف المسيحية والتركمان والعرب والشبك، أعلام العراق وأعلام الطوائف ولافتات كتب عليها «لامساومة على وحدة العراق وأهالى الموصل يتظاهرون ضد الاستفتاء فى كردستان». وأكد منظمو التظاهرة «هذه التظاهرة تمثل موقف جماهير نينوى لرفض تقسيم وتجزئة العراق وعلينا العيش بسلام وامان فى دولة موحدة مستقلة». وقالوا: «نحن ندعم وحدة العراق والحرب ضد داعش لتحرير الأراضى وعلى أهلنا الكرد رفض الاستفتاء والعيش معا كما كنا وعلى الحكومة التدخل لحماية أرض وتاريخ العراق ورفض تقسيم العراق».