أصيب المصريون بولع تسمية بناتهم بأسماء عربية، وهذا بلا شك شئ جميل، لكنهم اختاروا أن يكتبوها كما يحلو لهم أو كما ينطقونها، ضاربين عرض الحائط بصحيح الاسم وقواعد اللغة، ومثال ذلك «لُجين» وتعنى فضة، حيث يكتبونه بواو «لوجين»! . و«ردينه» وهو اسم امرأة عربية كانت تصنع السلاح ونُسب إليها الرمح الردنى، حيث يكتبونه بواو وألف «رودينا»، وكذلك «ديمة» وهى السحابة الممطرة، يكتبونه بألف «ديما»، و«لينه» وهى نخلة يكتبونه بألف «لينا» . وبمناقشتى بعضا من أولياء أمور هؤلاء البنات، اتضح لى جهل معظمهم التام بمعنى الأسماء العربية التى اتخذوها لكريماتهم، ولا بالطريقة الصحيحة لكتابتها .. فقط أعجبهم وقع الاسم ونغمته وهم محقون فى ذلك، فسموا به بناتهم، ثم كتبوه كما تراءى لهم. أما بالنسبة للاسم «دانية» ؛ فهم بطبيعة الحال يكتبونه بألف «دانيا»، لكن المضحك أنهم لم يفطنوا لمعناه وإلا ما سموا بناتهم به، فالله سبحانه وتعالى يصف فى سورة الحاقة من أوتى كتابه بيمينه بقوله «فهو فى عيشة راضية في جنة عالية، قطوفها دانية»، أى أن قطوف الجنة وثمارها فى متناول أيدى أهلها، يقطفونها بسهولة ويسر كلما اشتهوها، وهو ما تؤكده الآية الكريمة من سورة الإنسان «وذُللت قطوفها تذليلا»، فهل يحب أحدنا أن تكون كريمته دانية سهلة المنال لمن يريدها، قد ذللت له تذليلا ؟!. د. يحيى نورالدين طراف