قبل أيام من استفتاء كردستان العراق المرتقب، تواصلت المساعى الماراثونية للحيلولة دون عقده، حيث أصدرت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية فى العراق) أمرا ولائيا بإيقاف الاستفتاء حول استقلال الإقليم المزمع عقده الإثنين المقبل، وفى وقت اتجه فيه وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون إلى أربيل لإبلاغ رئيس الإقليم مسعود البرزانى رفض بلاده للاستفتاء. وقال اياس الساموك مدير المكتب الإعلامى للمحكمة الاتحادية العليا فى بيان «بعد المداولة ولتوافر الشروط الشكلية القانونية فى الطلبات، أصدرت أمرا ولائيا بإيقاف إجراءات الاستفتاء لحين حسم الدعاوى المقامة بعدم دستورية القرار المذكور». يذكر أن «الأمر الولائي»، هو نمط من القرارات التى يجوز للقضاء اتخاذها فى قضايا مستعجلة، ويغلب على هذه القرارات الصفة الإدارية، أكثر من الصفة القضائية، فهو قرار وقتى يصدره القاضى فى الأحوال المنصوص عليها فى القانون فى أمر مستعجل بناء على طلب يقدم إليه من أحد الخصوم، ولا يشترط فى إصداره مواجهة الخصم الآخر. وقد كشف مكتب رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى عن أن الأخير تقدم رسميا تعليق الاستفتاء. وقال مكتب العبادى فى بيان إن المحكمة الاتحادية العليا وافقت على طلب العبادى «بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أى إقليم أو محافظة عن العراق». وتقدم عدد من النواب والسياسيون العراقيون بطلبات لدى المحكمة الاتحادية العليا للبت بعدم دستورية قرار رئيس إقليم كردستان إجراء استفتاء بهدف إعلان استقلال الإقليم. وعلى صعيد متصل، اتجه وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون إلى إقليم كردستان فى محاولة لإقناع رئيس الإقليم مسعود بارزانى بالتخلى عن الاستفتاء . وقال فالون خلال مؤتمر صحفى عقد فى بغداد أمس إنه سيبلغ بارزانى بأن بلاده لا تؤيد الاستفتاء، وأن المملكة المتحدة ملتزمة بسلامة العراق والعمل مع الأممالمتحدة من أجل بحث بدائل عن الاستفتاء». وأضاف أن «داعش خسر ثلاثة أرباع الأراضى التى كان يسيطر عليها، وتم تحرير خمسة ملايين مواطن ممن كانوا تحت سيطرة التنظيم». وقبل اجتماع لمجلس الأمن التركى الجمعة المقبلة لبحث مسألة الاستفتاء، أعلنت القوات المسلحة التركية بدء مناورات عسكرية على الحدود العراقية. وقال الجيش التركى فى بيان إن «عمليات مكافحة الإرهاب فى المنطقة الحدودية تتواصل بالتوازى مع التمارين».