2 سوف يظل ما جرى يوم 30 يونيو 2013 علامة مهمة وبارزة فى تاريخ مصر الحديث لأنه كان بمثابة الجسر بين اليأس والرجاء فى لحظة فارقة وجدت مصر نفسها مدفوعة إلى معاودة البحث عن ذاتها وهويتها ومستقبلها لتجنب رياح فتنة عاصفة كانت على وشك أن تتحرك وأن تطيح بآخر ما تبقى من قوام الدولة المصرية. لم يكن خروج الملايين يوم 30 يونيو وليد اللحظة ولا كان تعبيرا عن الارتباك الشعبى فى نيات الجماعة بعد خطيئة الإعلان الدستورى، وإنما كان الخروج انعكاسا لأزمة وطن يحاول أن يستجمع بقايا الدولة التى يراد تفكيكها. نعم كانت مصر تعيش أزمة نفسية بعد أن اختلطت الأوراق بسبب شيوع الفوضى وازدحام المشهد بخليط هائل من الرؤى والأفكار والأطروحات المتناقضة والتى ازدادت حدتها بعد نجاح الجماعة فى خطف كل أهداف التغيير والإصلاح وكشف ما كان مخبوءا لسنوات طويلة فى عباءة الجماعة من نزعات ومطامح خارج كل قواعد وحسابات الانتماء الوطنى المجرد! ورغم أن الذهاب إلى 30 يونيو كان تلقائيا ومنطقيا إلا أن الضمير الشعبى كان يختزن فى الصدور نداء استدعاء لرجل صدرت عنه إشارات ونطق لسانه أكثر من مرة بكلمات موحية بأن الجيش الذى لم يخيب ظن المصريين به وإحجامه عن أى إجراء يجهض دعوات الإصلاح والتغيير البريئة فى 25 يناير هو ذات الجيش الذى يقف على أهبة الاستعداد لتأمين الوطن وحماية المواطنين «تتقطع أيدينا قبل ما أى حد يفكر يمد إيده عليكم». كان نداء الاستدعاء للفريق عبد الفتاح السيسى ولمعاونيه نداء صريحا وواضحا فى هتافات 30 يونيو وجاءت التلبية بأسرع مما يتخيل أحد وبعد 72 ساعة فقط مساء يوم 3 يوليو بعد انتهاء مهلة الإنذار الأخير للقوى السياسية والجماعة المتحصنة فى ميدان رابعة العدوية. وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: فى جوف الظلمة نعرف قيمة المصابيح ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;