ردا على حزمة العقوبات الأخيرة التى فرضها مجلس الأمن على بيونج يانج، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا متوسط المدى أمس فوق اليابان، عبر مسافة غير مسبوقة، لترفع بذلك حدة التوترات فى المنطقة من جديد. وهددت كذلك كوريا الشماليةالولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ إجراءات أقوى ضدها حال استمرارها فى الضغط عليها.ونقلت صحيفة «رودونج سينمون» الكورية الشمالية عن المتحدثة باسم الحزب الحاكم قولها بإن بيونج يانج ستتخذ إجراءات وقرارات أكثر صرامة، إذا استمرت الولاياتالمتحدة فى استخدام سياستها الحالية. وشددت على ضرورة أن تواجه واشنطن الحقيقة وتتخذ قرارا بالتخلى عن سياستها العدائية ضد كوريا الشمالية، والنأى بنفسها عن قضايا شبه الجزيرة الكورية. وعلى الفور، أعلن مجلس الأمن أنه سيعقد اجتماعا طارئا خلال ساعات لمناقشة الاستفزازات الكورية الشمالية حيث يأتى صاروخ كوريا الشمالية بعد أقل من أسبوع على إقراره مجموعة ثامنة من العقوبات على بيونج يانج لحملها على التخلى عن برامجها العسكرية المحظورة. وقالت البعثة الإثيوبية لدى الأممالمتحدة، التى تتولى رئاسة المجلس الشهر الجاري، إن الاجتماع المغلق سيعقد بناء على طلب من الولاياتالمتحدةواليابان . وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدى سوجا خلال مؤتمر صحفى إن صاروخا باليستيا تم إطلاقه من بيونج يانج وحلق فوق جزيرة هوكايدو شمالى اليابان قبل أن يسقط فى المحيط الهادئ على بعد ألفى كيلومتر شرقى الجزيرة، مؤكدا أن الأعمال الاستفزازية المتكررة من كوريا الشمالية «غير مقبولة تماما».وأعلن رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى إن بلاده «لن تقبل أبدا بأعمال كوريا الشمالية الاستفزازية التى تهدد السلام فى العالم». أما الولاياتالمتحدة، فقد دعت كل من الصين وروسيا إلى التحرك مباشرة لكبح كوريا الشمالية. وقال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون فى بيان:» إن الصين تزود كوريا الشمالية بمعظم بترولها، وروسيا أكبر مشغل للقوة العاملة من كوريا الشمالية، فيجب عليهما أن تظهرا عدم تسامحهما مع إطلاق الصواريخ المتهورة عبر اتخاذ إجراءات مباشرة من جانبهما».وهو ما ردت عليه بكين بإدانة إطلاق صاروخ كوريا الشمالية، داعية إلى ضبط النفس لتجنب تصعيد التوتر فى المنطقة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج فى مؤتمر صحفى روتينى إن «الجانب الصينى يعارض انتهاك كوريا الشمالية لقرار مجلس الأمن واستخدامها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية فى عمليات إطلاق» صواريخ. وكانت قيادة العمليات العسكرية الأمريكية فى المحيط الهادئ «باكوم»قد أكدت أن صاروخ بيونج يانج لم يهدد الأراضى الأمريكية ولا جزيرة جوام فى المحيط الهادئ، حيث تقيم واشنطن منشآتها العسكرية الاستراتيجية.لكن المحلليين اعتبروا أن «جوام كانت فى بال بيونج يانج لدى إطلاقها الصاروخ حيث كان مداه كافيا ليبلغ الجزيرة الواقعة على مسافة 3400 كيلومتر من كوريا الشمالية». وفى كوريا الجنوبية، عقدت الحكومة اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الوطني، بينما نفذت القوات تدريبا على صاروخ باليستى فى بحر الشرق ، التسمية الكورية لبحر اليابان، قادرا على بلوغ موقع سونان لإطلاق الصواريخ فى كوريا الشمالية، قرب مطار بيونج يانج. وأمر الرئيس الكورى الجنوبى مون جيه - إن قوات الجيش برفع جاهزيتها لمواجهة الاستفزازات الكورية الشمالية، معتبرا إن الحوار مع كوريا الشمالية بات مستحيلا فى ظل الانتهاكات والاستفزازات التى تقوم بها. وفى موسكو، أظهر استطلاع حديث للرأى أن 70 ٪ من الروس يؤيدون وقوف بلادهم على الحياد، والاكتفاء بدور الوسيط بعيدا عن التدخل إلى جانب أى من الأطراف المعنية بهذه القضية.