الاسم ولون العينين والبشرة ليسوا فقط ما ترث من عائلتك، أيضا خطر تعرضك للموت المفاجئ «وراثيا»، خاصة إذ صاحبه ثلاثى الخطر: السكر والضغط ودهون الدم. جاءت هذه المؤشرات ضمن دراسة المرحلة الأولى من المشروع القومى لمواجهة مخاطر السكتة القلبية، بهدف توفير أرقام حقيقية عن الإصابة بالموت المفاجئ ومسبباته بين المصريين. وكان اللافت أن 3.5 % من إجمالى المشاركين الذين تجاوز عددهم 8780 شخصا، يمتلكون تاريخا أسريا للوفاة المفاجئة. وجاء فى صدارة عوامل الخطر، التاريخ الأسرى للإصابة بسكر الدم بنسبة 14 %، يليه القرابة بين الوالدين بنسبة 12.7%، والتاريخ الأسرى للإصابة بالضغط وأمراض الشرايين التاجية بنسبة 12.2% و5% على التوالي. فيما شكلت إصابة الشخص نفسه بمرض الضغط والكوليسترول والسكر والتدخين نسبا أقل ترواحت من 4 إلى 7%. وتراوحت الفئة العمرية للمشاركين من 4 إلى 80 عاما، منهم 65% إناث و 35% ذكور. وتنشأ خطورة السكتة القلبية من دراما الموت المفاجئ المرتبط بها وفاة 100 ألف مصرى ليتوقف عن القيام بوظيفته فى ضخ الدم خلال 60 دقيقة فقط من بدء ظهور الأعراض. هذا التوقف المفاجئ الذى يصيب القلب يأتى فى الغالب بلا مقدمات، كما أنه لا يقتصر على مرضى القلب أو كبار السن، إذ يسقط ضحاياه من الشباب والرياضيين الذين لم يعانوا من قبل أى عوارض تكشف إصابتهم ويفاجئهم موت القلب على أرض الملاعب أو بعد أداء تمارين اللياقة البدنية أو فى قاعات الدراسة خوفا من الامتحان كما تطل علينا الأخبار الصادمة من وقت لآخر. ويشير الدكتور شريف مختار رئيس الكلية المصرية لأطباء الحالات الحرجة والمشرف على المشروع، إلى أن خطر الإصابة بالسكتات القلبية تزداد تعقيدا فى مصر بلد ال100مليون نسمة نتيجة عدم وجود إحصائيات عن حجم المشكلة وأعداد المرضى المعرضين للإصابة بصورة حقيقية, بينما توجد تقديرات متباينة و إحصاءات دولية تتحدث عن معدلات وفاة 1 لكل ألف من السكان سنويا، بما يعنى وفاة 100 ألف مصرى بالسكتة القلبية سنويا. وهى أرقام غير حقيقة عن حجم المشكلة ومسبباتها بين المصريين آخذين فى الاعتبار الاختلافات بين الشعوب فى طبيعية الحياة والمشكلات الصحية والموروثات الاجتماعية. ويستطرد: وفقا لنتائجنا فإن وجود تاريخ عائلى يضم وفيات مفاجئة ولا سيما بين أقارب صغار السن يعتبر من أهم المؤشرات على التعرض للموت المفاجئ بين المصريين. ويزيد هذا المؤشر من الارتباط بباقى عوامل الخطر الرئيسية، حيث كانت الحالات التى تعانى السمنة أكثر ارتباطا بين أصحاب التاريخ الأسرى للوفاة المفاجئة بنحو11 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يملكون تاريخا أسريا للموت المفاجئ. وهو ما يمتد ليشمل كلا من الإصابة بدهون الدم بنحو 9 مرات ومرض الضغط والسكر الدم بنحو سبع وست مرات على التوالي. وهو ما يعنى وفقا لقول الدكتور مختار أهمية إجراء المسح الطبى لأفراد الأسر المعنية من خلال الفحوصات التقليدية وتشمل الفحص السريرى والتصوير بالأشعة والموجات فوق الصوتية ورسم القلب الإجهادى والديناميكى والتحاليل المعملية اللازمة. ثلاث سنوات هى عمر المشروع القومى لمواجهة مخاطر السكتة القلبية الذى تتبناه الكلية المصرية لأطباء الرعاية الحرجة وترعاه وزارة الصحة تحت شعار «أنقذ حياة». استطاع خلالهم الوصول إلى نحو 12800 مشارك عن طريق القوافل الطبية الموزعة طبقا للتوزيع الجغرافى لست محافظات شملت القاهرة وشمال وجنوب الصعيد والمدن الساحلية والدلتا والواحات. وينتظر خلال المراحل القادمة إدراج عدد أكبر من المشاركين ضمن عينة البحث، بالإضافة لتوفير بيانات أكثر عن تباين الإصابة ومسبباتها وفقا للتوزيع الجغرافى والفئات العمرية والنوع. ويلفت الدكتور مختار إلى أن المشروع هدفه الرئيسى التغلب على مشكلة نقص البيانات عن المصابين خاصة مع عدم توخى الدقة فى تقارير الفحص الإكلينيكى عند استخراج شهادة الوفاة والاكتفاء بالعبارة النمطية «هبوط مفاجئ بالدورة الدموية». ثانيا عدم كفاية وكفاءة برامج التوعية التى تستهدف تنبيه الأفراد فى دائرة خطر الإصابة بحكم التاريخ المرضى بضرورة الفحص الشامل. ولذا يتضمن المشروع أربعة محاور هى المسح الإحصائى والتشخيص والوقاية والعلاج وأخيرا التدريب. حيث يتم تسجيل الحالات التى تأكد تعرضهم أو وفاتهم بالسكتة القلبية. كما يتم أيضا فحص أسر هؤلاء الضحايا من أقارب الدرجة الأولى والثانية بملء استمارة عن التاريخ المرضى إلى جانب توقيع الفحص الإكلينيكى والمعملى اللازم. mBahn إلى أن هذه المعلومات يتم تقييمها بواسطة لجنة طبية من القائمين على المشروع لتحديد الحالات المعرضة لمخاطر السكتة القلبية، ويتم التعامل مع الضحايا المحتملين فى هذه المرحلة من المشروع بحمايتهم من التعرض لنوبة السكتة القلبية ومحاولة خفض عوامل الخطر بين أقارب الضحايا. أما مرحلة العلاج التدخلى للناجين أو الأقارب المهددين بالموت المفاجئ فتشمل زرع منظمات ضربات القلب والأجهزة المضادة للصدمات القلبية وعمليات الكى للبؤرة الكهربية. وعلى الرغم من عدم وجود طرق لحماية المريض عند موت القلب، لكن هناك إسعافات أولية يمكن إجراؤها لإنقاذ المريض، وأهمها الإنعاش القلبى الأساسي، لذا اهتم المشروع بتوفير التدريب ببرامج معتمدة من الاتحاد الأمريكى للقلب لما يزيد على 2300 فرد من كوادر الأطباء والمهن الطبية المساعدة والأفراد من الجمهور.