أكد خبراء التعليم أن التعليم الفنى بتخصصاته المختلفة من أهم محطات الدول الناجحة وطالبوا بضرورة ربطه بسوق العمل باعتباره ركنا أساسيا في في تطوير الاقتصاد فى المجتمعات المتحضرة المشهورة بالصناعات المتقدمة سواء الخفيفة أو الثقيلة التى تعتمد على التقنيات الحديثة مع ضرورة تغير الصورة الذهنية النمطية عن التعليم الفنى لدى المجتمع والتركيز على إبراز أهميته الكبيرة من أجل توفير عمالة فنية مؤهلة ومدربة قادرة على زيادة الإنتاج لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق التنمية المنشودة لمصر. وطالبت الدكتورة رشا سمير مدرس الإعلام والعلاقات العامة بالمعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق بضرورة توجيه كافة وسائل الإعلام لتغيير الصورة الذهنية النمطية عن التعليم الفنى لدى المجتمع، والتركيز على إبراز أهميته الكبيرة فى المجتمع من أجل توافر عمالة فنية مؤهلة ومدربة قادرة على زيادة الإنتاج لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق التنمية المنشودة لمصر، وأشارت إلى أن الإعلام الواعى قادر على إزالة الصورة السلبية الحالية للتعليم الفنى وصولاً لترغيب الطلاب فى الالتحاق بالمدارس الفنية بقطاعاتها الثلاث الزراعى والصناعى والتجارى كمصدر مهم لاكتساب خبرات فى سوق العمل، حيث يجب الترويج لفكرة أن المدارس الفنية توفر فيما بعد فرص عمل بدخل محترم ومستقبل جيد، كذلك يجب تقديم نماذج ناجحة للتعليم الفنى فى الأعمال الفنية والبرامج وخاصة البرامج الحوارية لتكون قدوة للشباب، وترسيخ فكرة أن خريج التعليم الفنى خريج متميز له مستقبل واعد وطالبت بضرورة المشاركة الفاعلة من جميع الجهات للربط بين مهارات الخريجين وسوق العمل من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الفنى وصولاً إلى منظومة جديدة تقوم على المواءمة بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل. وفى السياق ذاته طالبت سحر أنور، مديرة إدارة الموهوبين بمنشأة القناطر التعليمية، بضرورة استحداث تخصصات جديدة تلائم سوق العمل الذى أصبح ملىء بالتكنولوجيا والوسائل الحديثة ، وكذلك المقررات الدراسية التى يدرسها الطالب إذ يجب ان تراعى التوازن وتتلائم مع البيئة التى يعيش فيها الطالب ويتم دمج الجوانب النظرية مع الجوانب التطبيقية، وتزويد المقررات الدراسية بأنشطة تقوم على اكساب الطالب مهارات استخدام الحاسب الآلى وبرامجه ومهارات التواصل وغيرها، من أجل استحداث آليات لتأهيل الخريج حتى يتم اكسابه المهارات اللازمة لمواكبه سوق العمل وجعله منافس للتعليم العام وتنبى المواهب والمبتكرين لأنهم السبيل الأمثل لتقدم الدولة. وأشارت إلى أن التعليم الفنى الأمل فى مستقبل باهر لمصر لأنه بفروعه الصناعى والزراعى والفنى والفندقى والتمريض وما يستجد يمكن أن ينقل اقتصاد مصر إلى مصاف الدول المتقدمة فجميع الدول التى تقدمت عرفت كيفية إصلاح التعليم الفنى واعتمدت عليه مثل الصين وغيرها. موضحة أن هذا التعليم فى مصر لا يرضى أحدا ولا يوجد أسباب تبرر استمرار الحال على ما هو عليه. وطالبت بضرورة أن تكون إستراتيجيته واضحة لتطوير أداء المدارس الفنية وكذلك المناهج التى تدرس لا يجب أن يكون معظمها نظريا والناحية العملية غير كافية وكذلك المعلمون ينقصهم التدريب على طرق التدريس السليمة والحديثة ومدارس التعليم الفنى معظم أجهزتها إما قديمة أو مستهلكة أو معطلة والجديد منها غير مستغل بالشكل الأمثل. وطالب جمال حشمت وكيل إدارة المطرية التعليمية بضرورة تشكيل لجان متخصصة لوضع مناهج متطورة للتعليم الفنى مرتبطة بالبيئة المحيطة حتى لا يكون المنهج مسئولا عن تخرج طلاب غير مطلوبين فى سوق العمل وإنشاء أقسام جديدة علاوة على الأقسام التقليدية مثل أقسام صناعة السفن، وتصنيع الأسماك ، والاتصالات، والحاسب الالى، والهندسة الطبية، والتمريض وغيرها التى يحتاجها سوق العمل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والوزارات المختلفة المختصة بكل تخصص من التخصصات مثل الزراعة والصناعة والتجارة والصحة وغيرها والتعاون بين وزارة التربية والتعليم والكليات والمعاهد فى كل تخصص حسب نوعه مثل الهندسة والزراعة والتجارة والتمريض وغيره. وشدد على ضرورة عقد بروتوكولات مع المصانع والشركات الكبرى لتدريب الطلاب نظير عملهم بمكافآت مرضية لهم ومشجعه على الالتحاق بالتعليم الفنى وتوفير فرص عمل لخريجى هذه المدارس ذى المستوى الجيد للخريج بحيث تلتقطه الشركات والمصانع والوزارات والمستشفيات وغيرها وضرورة وضع حوافز للمعلمين والطلاب وتشجعهم على التنوع لعملهم داخل المدارس وتخصيص 3 أيام أسبوعيا للطلاب كدروس عملية فى المصانع والشركات والوزارات والمستشفيات كل حسب تخصصه. وأشارت أمل محمود معلم خبير لغة عربية بمدرسة الشهيد شريف أحمد العبد بالمطرية إلى أن التعليم الفنى يكسب الفرد قدراً من الثقافة والمعلومات الفنية والمهارات العملية التى تمكنه من اتقان أداء عمله، وتنفيذه على الوجه الأكمل فى جميع تخصصاته وطالبت بالتوسع فى إنشاء مدارس متقدمة «نظام خمس سنوات متخصصة» مثل تخصصات «إنتاج حيوانى وصحة بيطرية وميكنة واستصلاح أراضى وألبان وصناعات زراعية» تتفق مع البيئة، وتجهيز المدارس بالأجهزة والمعدات والمعامل اللازمة لعمليات التدريب مع إدخال أنظمة الحاسبات الآلية الحديثة.