هو التجمع الاقتصادى الأهم على الساحة الدولية بحكم أهدافه وثقل وتوجهات أعضائه ومن يمثلون، فالهدف الاسمى لبريكس هو توسيع نطاق المشاركة فى القرار الاقتصادى الدولي. وتحقيق علاقة تعاون ومشاركة تشمل دول العالم الثالث والاقتصاديات البازغة والنامية، لتحقيق عملية نمو أكثر عدالة وإنسانية من تلك القائمة والمستمرة منذ الحرب العالمية الثانية ومؤسسات برايتون وودز المنبثقة والتى يمثل البنك الدولى وصندوق النقد أدوارا تخدم إلى حد كبير أهداف الاقتصاديات الكبرى والممثلة تحديدا فى الولاياتالمتحدة وباقى دول مجموعة السبعة الكبرى والتى وجدت أن سياساتها النزعية وممارساتها الضاغطة والممنهجة المستغلة والتى زادت الاقتصاديات النامية ضيقا وعسرا والاقتصاد العالمى لحالة انكماش غير مسبوقة يعيشها منذ عام 2008، وتأتى مجموعة العشرين G20 لتحاول معها مجموعة السبعة توسيع دائرة المشاركة الدولية وعقدت المجموعة اجتماعات مع الاقتصاديات البازغة فى محاولة للتواصل وتوسيع دائرة المشاركة وصنع القرار. وجاءت مجموعة البريكس، البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب افريقيا لتسعى لتغيير هذا الواقع وتطويره وتفعيل دور الاقتصاديات النازعة ليقودوا معا حراكا اقتصاديا وتنمويا فاعلا أكثر عدالة وإنسانية، ونحو اقتصاد دولى لا تخدم مؤسساته مصلحة الولاياتالمتحدة والاقتصاديات الغربية الكبري، بل تخدم نظاما اقتصاديا يسعى للنمو من أجل مصلحة الجميع. والبريكس بمجموع دوله الصاعدة يتجاوز حجم تعاملاته مع العالم نحو 16 تريليون دولار، وبنسبة 22% من الاقتصاد العالمي، ويبلغ عدد سكانها نحو 44% من سكان العالم. ودعوة مصر لقمة البريكس هى رسالة تقدير من الرئيس الصينى تشى جين بينج لمصر ورئيسها وهى دعوته الثانية للرئيس لمحفل اقتصادى دولى بعد دعوته للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى استضافتها مدينة هانجتشو الصينية فى سبتمبر 2016، والتى مثل فيها الرئيس السيسى بلاده وقارته الافريقية والعالم الثالث وأكد فى مداخلات مهمة أهمية ادماج الاقتصاديات الناشئة والاقتصاد الافريقى فى دائرة صنع القرار الاقتصادى الدولى ليصبح أكثر شمولية وعدالة بحيث يتسع ويحقق صالح الجميع ويخرج الاقتصاد الدولى من دائرة الانكماش الراهن والناتج عن محاصرة الاقتصاديات النامية فى دائرة الاستغلال والديون والممارسات الأنانية والتعسفية للدول الكبرى ولمؤسسات التمويل والبنوك التابعة لها. وتسعى البريكس كما تسعى مجموعة العشرين لهذا الهدف ولكن بأفق أكثر استقلالية مبنى على إرادة وأهداف ورغبة أعضائه من الاقتصاديات البازغة، ومن تراهم من شركائها فى النمو وعلى رأسهم مصر، بوصفها من شركاء التنمية الأكثر مسئولية سواء كان الحديث عن تقدير دورها الساعى لتحقيق الأمن والسلم وتسوية لمنازعات على صعيد القارة الافريقية أو فى المحيط الجغرافى الأكثر استغلالا فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية وعلى الساحة الدولية من خلال عضويتها المزدوجة بمجلس السلم والأمن الافريقى ومجلس الأمن الدولي. ومصر صاحبة الصوت العربى الافريقى الأكثر اخلاصا لأهداف التنمية والاستقلالية والنمو العادل والمنصف هى الأقرب إذن لفكر تجمع البريكس وهو التجمع الذى انشئ عام 2006 وتعقد الآن قمته التاسعة، ومصر بالفعل لم تكن بعيدة فى أى مرحلة عن عضوية البريكس فمنذ تأسيسه وينظر إليها ذاتها أنها شريك محتمل ومرشح قوى لعضوية هذا التجمع وكانت من أوائل الدول المرشحة لعضويته منذ تأسيسه. ومصر تتسلح وهى تخطو خطواتها الواثقة لنيل عضوية هذا التجمع ببرنامج إصلاح اقتصادى جاد وجريء وصعب، ولكنه طموح، وبات محلا لتقدير واحترام الدول والمؤسسات الدولية على السواء، بل وترشح مؤسسة برايس ووتزهاوس الاقتصادية المعروفة، مصر لتتبوأ المرتبة التاسعة عشرة فى ترتيب اقتصاديات الدول الأكبر عام 2030، كما أن لمصر الآن برنامج استثمار جاذبا، ومنخرطة فى مشروعات تنموية كبرى خاصة فى منطقة قناة السويس الإستراتيجية، وباتت على طريق تنفيذ عاصمتها الجديدة، وريفها الجديد الواسع، وشبكة طرق هى الأهم فى المنطقة، إضافة إلى قطاع اتصالات وبنوك مصري، وهو ما يؤهلها بحق لتكون بين الكبار، وقد تجاوز اقتصادها الآن حجم اقتصاد جنوب إفريقيا وبات الأول على المستوى القاري. بريكس مناسبة للتعريف بكل الإنجازات والإصلاحات، وشارك الرئيس فى أعمال البريكس، والتقى قادة روسياوالصينوالهندوجنوب إفريقيا والبرازيل، وعرض رؤيتنا فى مواجهة نزاعات المنطقة والعالم وسبيل الخروج منها، كما عرض لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتلك اللقاءات الثنائية فرصة للتباحث بشأن مسارات العلاقات مع تلك الدول التى تشمل مشاركة مصر فى مبادرة الحزام والطريق مع الصين الشريك الاقتصادى المهم لمصر، ومع روسيا وملف التعاون النووى وعودة السياحة الروسية، ومع الهند وما أسفرت عنه زيارة الرئيس لدلهى والتواصل مع رئيس الوزراء الهندي، وكذلك تفعيل اتفاقية الميركسور مع البرازيل بعد دخولها حيز التنفيذ بعد التصديق عليها من برلمان الأرجنتين عضو الأكفأ، وبالطبع مع جنوب إفريقيا بحث معسكر التكتلات الثلاثة التى تم إطلاق تجمعها للتجارة الحرة فى يونيو 2015 بشرم الشيخ، ورسائل عدة ومكاتب كثيرة فى أروقة تجمع البريكس الذى تحمل مشاركتنا فى دورته الحالية لمصر الخير الكثير. مساعد وزير الخارجية الأسبق لمزيد من مقالات د . محمد حجازى;