أمام مصر فرصة تاريخية نادرة لكى تتعلم وتستفيد من أبواب الصين المفتوحة أمامها الآن، لأن هذه الأبواب لن تظل مفتوحة كما هى الآن إلى الأبد، وإنما أقصى مدى يمكن أن تصل إليه هو نحو 5سنوات أو أقل.. وأستطيع أن أزعم من خلال علاقاتى مع المسئولين الصينيين خلال الزيارات المتعددة التى قمت بها للصين خلال السنوات الثلاث الأخيرة أن أبواب «سور» الصين العظيم مفتوحة حاليا على مصراعيها لمصر ولكل الأفكار والمشروعات المصرية التى يمكن أن تقود إلى تدعيم علاقات الصداقة الاستراتيجية غير أن تلك الأبواب قد لا تكون موجودة بعد عامين أو أكثر قليلا.. وتعد الدعوة التى وجهها الرئيس الصينى شى جين بينج للرئيس السيسى ليكون ضيفا على قمة دول مجموعة «البريكس» وهى الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا ذات مغزى عميق وتحمل فى طياتها دلالات قوية على رغبة صينية قوية فى تدعيم أواصر الصداقة والعلاقة مع مصر ليس فقط لأنها الزيارة الرابعة للرئيس السيسى للصين خلال السنوات الثلاث الماضية وهو مالم يحدث مع دولة أخرى ولكنها أيضا تؤكد حرص بكين ورغبتها القوية فى أن تستفيد مصر وتتعلم من تجربة التقدم فى الصين، والدول الأخرى المشاركة فى القمة التى تعقد فى مدينة «شيامن الجميلة» فى اقليم فوجيان والتى تطل على ساحل مضيق تايوانالصينية. وإذا كان مهما لمصر المشاركة فى تلك القمة التى تضم زعماء دول تمثل ربع الاقتصاد العالمى وتنتج 30% مما يحتاجه العالم من سلع و40% من سكان العالم، فإن جذب استثمارات جديدة للاقتصاد المصري المعتل قضية مهمة لكن قراراته لا تؤخذ فى مثل هذا المحفل، ولكن الاهم من جذب الاستثمارات هو أن نذهب الى هذه القمة وهدفنا أن نتعلم من الصين والبرازيل والهند، ماذا فعلت لتحقيق نمو اقتصادى رائع وتطور صناعى راق وماهى الخطط التى نفذتها لجذب كبار المستثمرين فى العالم، أى أن نتعلم كيف نصطاد السمكة وليس كيفية شرائها أو طهوها وفقا للحكمة الصينية الشهيرة..وتجربة الصين تحديدا فى التطور الاقتصادى والصناعى، ورفع مستويات معيشة المواطنين ثرية للغاية ومليئة بالدروس التى يتوجب علينا تعلمها والاستفادة منها فى ضوء العلاقات الراسخة حاليا مع بكين، وكما قال السفير سونج أى فوه سفير الصين بالقاهرة، فإن شجرة العلاقات المصرية الصينية مازالت شابة ولكنها تحمل ثمارا كثيرة قيمتها تزيد على 13 مليار دولار حاليا، ولكنها تحتاج الى الرعاية والرى باستمرار! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم