ارتبطت المعونات الأمريكية لمصر باتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل ومن يومها بدأت صفحة جديدة من العلاقات بين مصر وأمريكا بعد سنوات جفاء طالت.. ورغم أن المعونة الأمريكية لم تكن بحجم المكاسب التى حققتها أمريكا من نفوذ فى المنطقة وسلام مع إسرائيل إلا أن الإدارة الأمريكية كانت دائما تلعب بورقة المعونات بصورة غريبة ولهذا قررت أخيراً وقف جزء من المعونة يبلغ 295 مليون دولار والمبلغ من حيث القيمة ليس كبيراً لا على مصر ولا على أمريكا ولكن القرار فى هذا التوقيت يعنى أشياء اكبر.. إن أمريكا حتى الآن لم توضح موقفها من الخلاف حول قضية الإرهاب بين الدول العربية وقطر بل إنها تبدو فى موقف متعاطف مع قطر وهذا يطرح أكثر من سؤال بل أن الدوحة شهدت مناورات عسكرية أخيرا بين القوات الأمريكية والجيش القطرى.. لقد بدأت أمريكا صفحة جديدة مع مصر فى عهد الرئيس ترامب وعقب زيارة ناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن كان هناك نوع من التنسيق فى قضايا كثيرة أمنية وسياسية خاصة قضية تمويل الإرهاب ولكن يبدو أن أمريكا لا تحبذ إدانة قطر أمام مصالح اقتصادية ومالية اقتربت كثيرا من دائرة البيت الأبيض ومستشارى الرئيس ترامب.. ومن هنا فإن وقف جزء من المعونة الأمريكية يحمل أكثر من رسالة رغم ان المبلغ لا يعنى الكثير.. إن أمريكا تصر على أن تلعب دائما بورقة المعونة ولا شك أن ذلك يضر كثيرا بالعلاقات الأمريكية المصرية وتترك حساسيات لا مبرر لها وهو أيضا يعكس سوء النوايا حول ماذا تريده أمريكا من مصر.. إن على القرار الأمريكى أن يدرك أن مصر تغيرت وأن القرار المصرى الآن لا يعنيه شيئا إلا مصلحة مصر وشعبها أما الخلاف حول أزمة قطر فهو موقف عربى حول قضية كان ينبغى أن توليها الإدارة الأمريكية اهتماما كبيرا وهى قضية الإرهاب دون النظر إلى مصالحها مع قطر لأن الإرهاب يهدد العالم كله.. أما المعونة فيجب أن تبقى بعيدا عن متغيرات السياسة بين البلدين لأن أمريكا استفادت منها اكبر بكثير من الفوائد التى حصلت عليها مصر. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة