فى محاولة للتصدى لموجة الإرهاب الدامى التى تجتاح أوروبا، كشفت السلطات الأسبانية عن خطة أمنية جديدة تقضى بتكثيف الحواجز الأمنية ونشر المزيد من قوات الشرطة فى إقليم كتالونيا شمال شرق البلاد خاصة فى محيط المناطق الأثرية والحيوية، وذلك فى إطار الإجراءات الاستباقية للحيلولة دون الوقوع المزيد من الاعتداءات الإرهابية على غرار هجومى برشلونة وكامبريلس الأسبوع الماضي. وأوضح خواكين فورن المسئول عن الشئون الداخلية بإقليم كتالونيا الإسبانى أنهم يدرسون حاليا وضع حواجز أمنية فى الشوارع تكون متحركة فى أغلب الأحوال، إلا أن السلطات فى برشلونة رجحت احتمال وضع حواجز دائمة وتحويل بعض الشوارع إلى مسارات للمارة فقط. يأتى ذلك فى الوقت الذى يبحث فيه المحققون الإسبان احتمال وجود صلات بين المشتبه بهم فى أحداث كتالونيا وخلايا ما فى فرنسا أو بلجيكا، من خلال دراسة تحركات المتهمين خلال الأسابيع الماضية. يذكر أن كاميرات المراقبة التقطت السيارة التى نفذت هجومى كامبريلس شمالى برشلونة وهى تسير فى منطقة باريس قبل أيام من الهجوم فى أسبانيا. ومن جانبه، أكد جيرار كولوم وزير الداخلية الفرنسى خلال مؤتمر صحفى مشترك فى باريس مع نظيره الإسبانى خوان إيجناثيو ثويدو أمس :«ما زلنا نحاول معرفة سبب وجودهم فى باريس». كما أكد ثويدو أن فرنسا وإسبانيا ستواصلان تعزيز عمليات التفتيش عند الحدود وستكثفان تبادل المعلومات بما فى ذلك المعلومات بشأن الركاب. وفى أمستردام، اعتقلت الشرطة الهولندية إسبانيا -22 عاما- كان يقود شاحنة صغيرة محملة بأسطوانات غاز فى مدينة روتردام للاشتباه فى تخطيطه لشن هجوم إرهابى هناك واقتادوه إلى مركز الشرطة وقاموا باستجوابه والاستماع لإفادته بشأن الواقعة. وهو ما تسبب فى إلغاء حفل غنائى ضخم فى المدينة، إلا أن وسائل الإعلام الإسبانية والهولندية رجحت عدم وجود أى صلة بين سائق الشاحنة الذى كان ثملا لدى اعتقاله وأى اعتداء إرهابى محتمل فى هولندا أو إسبانيا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية فى مقال تحت عنوان«داعش يسابق الزمن لتهريب غنائمه» أن التنظيم الإرهابى الذى يفقد أراضيه فى سوريا والعراق بسرعة، زاد من الإنتاج البترولى وفرض عملته بقسوة وبسعر صرف غير عادل، فى مساع لجمع الغنائم وتهريبها، مشيرة إلى أنه من أولويات التنظيم الآن نقل هذه الأموال خارج المناطق التى يسيطر عليها. وأشار التقرير إلى مخاوف الحكومات الغربية من تحويل هذه المبالغ إلى أماكن أخري، ولاسيما إلى أوروبا لتمويل هجمات إرهابية جديدة هناك.