1 لا أظن أننا كنا يوما بحاجة إلى المكاشفة والمصارحة وطرح الحقائق أمام الرأى العام قدر حاجتنا هذه الأيام لأن الحقائق وحدها هى التى تحمى عقولنا وأبصارنا من أى خديعة يمكن أن نتعرض لها فى إطار الحرب الشريرة المسمومة التى تشن ضدنا فى السنوات الأخيرة تحت رايات الإرهاب الأسود بهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. إن الحقيقة ولا شيء سواها هى التى تشد عضدنا وتزيد من وعينا فى فهم وإدراك ما يحاك ضدنا بلا حياء ولا شرف من عصبة الأشرار الذين يديرون مؤامرات القتل والاغتيال ويروجون الأكاذيب والشائعات وينفقون على عملائهم من خزائن مفتوحة مكدسة بالذهب والمال من أجل تشويه حاضر هذا الوطن وتسويد صورة المستقبل أمام أهله وناسه. فى مواجهة حرب مفتوحة ومكشوفة نحن بحاجة إلى الصراحة والوضوح وقطع كل الألسنة التى تريد تمويع هذه المعركة بدعوات المصالحة التى هى فى جوهرها تعنى نشر ثقافة التقاعس وتهيئة العقول للقبول بمساومات مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من شعبنا. إن من الخيانة لدماء الشهداء من أبطال القوات المسلحة والشرطة وضحايا التفجيرات الإرهابية أن تتوقف الحرب ضد الإرهاب قبل إنجاز كامل أهدافها بل إنه من العار أن يقول أحد بطى صفحة الماضى مع أشرار قبضوا المال واعتنقوا الضلال وارتضوا أن يكونوا مجرد دمى فى أيدى القوى الخارجية المعادية لمصر والكارهة لشعبها. إن المعركة التى دفع شعبنا ثمنا باهظا لها لم تعد تقبل الآن غير استمرار المواجهة ولا ينبغى أن تتراجع أهدافنا عن إحراز نصر حاسم ينهى هذه الظاهرة ويجتثها من جذورها إلى الأبد. فى هذا التوقيت من عمر الحرب المشروعة ضد الإرهاب يصبح الحديث عن المصالحة نوعا من العبث، فليست هذه مجرد معركة بالسلاح ضد السلاح وإنما هى معركة شعب ضد فلول الجهل التى تحاول أن تستعيد زمام السلطة لكى تفتح الأبواب من جديد أمام القوى الخارجية التى تحيك المؤامرات وتثير الفتن وتجند العملاء وتسعى لتفجير صراعات أهلية تفتح لها أبواب التدخل وفرض الهيمنة من جديد! وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: خلقوا وما خلقوا لمكرمة فكأنهم خلقوا وما خلقوا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله