قد تكون الحرب بالسلاح والذخيرة لدحر واجتثاث الإرهاب من جذوره هى العنصر الحاسم لكسب هذه الحرب لكن الحرب المسلحة وحدها لا تكفي. إن ضمان النجاح فى هذه الحرب يحتاج إلى حرب موازية على صعيد الداخل من خلال برنامج تنموى ضخم يوفر فرص العمل للشباب ومساكن لائقة لمحدودى الدخل ومستشفيات ومدارس تغطى المدن والقرى والنجوع التى تصل إليها مياه الشرب النظيفة وتتمتع بشبكات من الطرق الحديثة ومحطات الصرف الصحي. هذه الحرب الموازية لها كل أهميتها فى سرعة حسم الحرب ضد الإرهاب لأنها تساعد على سرعة تجفيف منابع التحريض وصناعة السخط العام الذى يسهل من مهمة اصطياد وتجنيد العملاء لخدمة فصائل الإرهاب التى مازالت قادرة على تجديد خلاياها النائمة فى الداخل. إن عصبة الشر التى تتخندق فى ملاذات الخارج وتملك قدرات التمويل وشاشات التحريض تشعر هذه الأيام بعد انكشاف دور قطر وتركيا أنها تحارب معركتها الأخيرة وإنها ربما تلجأ إلى الضرب فى أكثر من مكان لمجرد إثبات الذات بهدف تغطية الهزائم المتلاحقة لهم سياسيا وميدانيا وليست عملية رفح الأخيرة سوى رسالة شر سوف نرد عليها بما هو أشد وأقسى فى عقر دارهم! والحقيقة أن أى نجاح نحققه بمزيد من إنجازات الداخل هو أمضى سلاح لبث اليأس فى تلك النفوس الشريرة لكى تدرك مبكرا أن مصيرها بات محتوما وإن طال المدى وإن فى مصر شعب مصمم على أن يبذل قصارى جهده وعميق فعالياته لتقريب يوم هذا المصير المحتوم بالتوازى مع دوى الرصاص وتضحيات الأبطال فى ميادين المطاردة والملاحقة لهؤلاء الإرهابيين فى أوكارهم! إن سلاح التنمية فى الحرب ضد الإرهاب ليس سلاحا سريا ولا سلاحا مستحدثا ولكنه سلاح قديم وتاريخى لديه فاعلية لا تقل عن فاعلية الرصاص والقنابل باعتبار إنه سلاح يؤكد الرغبة فى الحياة فى مواجهة من يرفعون شعارات الموت والهلاك من جرذان الإرهاب فالهلاك مصيرهم مهما تكن القوى التى تمولهم وتخطط لهم وتحرض علينا بكل بجاحة وفجور! خير الكلام: قد يبصر القلب ما يعمى عنه البصر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;