طايع : 1500 جنيه للصك .. و650 منفذ للتغليف والتوزيع هى شعيرة إسلامية وسنة مؤكدة فى حق المستطيع، شكرا لله على نعمة الإحياء بافتداء سيدنا إسماعيل بإنزال الفداء، وإقرار شريعة الذبح، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا». وهى توسعة على الفقراء ومن أفضل العبادات والطاعات للتقرب إلى الله عز وجل فى عيد الأضحى المبارك. ويبدأ وقتها من بعد صلاة العيد إلى مغرب آخر يوم من أيام التشريق، وهو رابع يوم العيد. فإذا كنت من الذين أنعم الله عليهم بالمال، فبادر على الفور بشراء الأضحية، ولا تنس حق الفقراء فيها، وإن كنت تجد المال ولا تستطيع شراء الأضحية، فسارع بشراء صك الأضحية من مديريات الأوقاف بالمحافظات، ليصل الخير إلى الفقراء والمحتاجين، وإن كنت لا تملك المال ولا تستطيع أداء الأضحية، فلا تحزن، واعلم أن الله عز وجل ما منعك إلا ليعطيك، واسأله أن يعطيك المال لتؤدى الأضحية فى العام المقبل. علماء الدين يؤكدون أن الإنابة جائزة فى الذبح، وان «صكوك الأضاحي» لا حرج فيها من الناحية الشرعية، وأن من يعيش فى قرية وبجواره فقراء ومساكين، عليه أن يضحى بنفسه ويوزع عليهم اللحوم، فهذا أولى وأفضل، لأن هؤلاء هم الأحق بالرعاية، لكن هناك مناطق وأحياء راقية لا يتيسر فيها معرفة الفقراء، وتكون هذه المناطق هدفا لمحترفى التسول فى عيد الأضحي، للحصول على اللحوم وبيعها، فالأولى أن يشارك الأغنياء فى صك الأضحية. وزارة الأوقاف من جانبها أعلنت مواصلة مبادرة صك الأضحية هذا العام، بعد نجاح التجربة العام الماضي، وحول خطة الوزارة فى هذا المشروع الذى يعد تجسيدا لقيم التكافل الاجتماعي، يقول الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن مشروع صكوك الأضاحى الذى تنفذه الوزارة للعام الثانى على التوالي، يأتى فى إطار الدور الاجتماعى للأوقاف، لأن هذا المشروع حقق نجاحا كبيرا العام الماضي، وتم جمع 31 مليون جنيه، وكان ثمن الصك 1200 جنيه، ولم تكن هناك أى مصاريف إدارية أو إعلانات أو مكافآت من أموال الصكوك، ولذلك تم وضع خطة لتنفيذ هذه المبادرة مرة أخري، ونستهدف الوصول لجميع المستحقين فى القرى والأحياء الفقيرة. 1500 جنيه للصك وأوضح أن سعر الصك هذا العام 1500 جنيه، والوزارة تستهدف أن تكون هناك زيادة علي العام الماضي، كما أن نجاح التجربة جعل هناك خبرة فى التعامل الجيد، من خلال الاستعداد المبكر، ووضع خطة لتوزيع اللحوم لجميع المناطق النائية والفقيرة، فى وقت مبكر يوم العيد، وخلال أيام العيد، وستكون هناك أماكن محددة للذبح والتوزيع، وسوف تشرف الوزارة على كل هذه الخطوات. وأضاف: إن دفاتر الصكوك موجودة حاليا فى 650 إدارة أوقاف على مستوى الجمهورية، والمديريات والإدارات تستقبل كل من يريد المشاركة فى صكوك الأضاحي، وقد تم فتح حسابات فى بعض البنوك للتسهيل على المواطنين فى المشاركة، ولمزيد من الشفافية نطالب المواطنين بالحصول على فاتورة عند الدفع، والمبلغ الذى يجمع يوجه بالكامل لشراء اللحوم. كما سيتم التعاقد على شراء اللحوم والإشراف على ذبحها، وكذلك تخصيص أماكن محددة للذبح والتغليف، بهدف الوصول للمستحقين بشكل فعلي، وسوف يتم التوزيع يوم العيد وأيام التشريق، وهناك خطة لحث الناس على المشاركة من خلال الدروس الدينية وخطبة الجمعة. لا حرج شرعا ويؤكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بأسيوط، أن الصكوك التى تقوم بها وزارة الأوقاف، من الأشياء التى استجدت فى السنوات الأخيرة، ولا حرج فيها من الناحية الشرعية، ولكن ينبغى أن ننبه على أمر مهم، أنه من كان يعيش فى قرية وبجواره أهله وجيرانه من الفقراء والمساكين، فأولى له أن يضحى بنفسه، وأن يعطى أهله وجيرانه من هذه الأضحية، لأنهم ينتظرون ذلك فى عيد الأضحي، أما من كان يعيش فى مدينة، ولا يعرف أناسا فقراء يوزع لهم أضحيته، فالأولى به أن يشترى صكوك الأضحية، وهنا تكون وزارة الأوقاف هى الموكلة بالذبح والتوزيع على الناس. مواجهة محترفى التسول وأوضح أن فكرة الصكوك لها دور فى مواجهة محترفى التسول، وتقضى على جشع المتسولين الذين يذهبون للمناطق الراقية، ويحصلون على كميات كبيرة من اللحوم، بهدف البيع والمتاجرة، فى حين أن هناك من يحتاج إلى لحوم الأضحية أكثر منهم، وهذه المبادرة تعد تجسيدا لقيم التكافل الاجتماعي، فلابد أن ننبه القائمين على الصكوك أن يتحروا من فى حاجة إلى لحوم الأضاحي, وأن تكون هناك خطة حقيقية للوصول إلى الفقراء والمساكين فى القرى والأحياء الفقيرة، لأن كل هذه أعمال بر، وإدخال السعادة على الفقراء والمساكين فى الأعياد من أفضل الأعمال، لأن هناك فقراء ينتظرون هذه اللحوم كل عام، ويجب أن نصل إليهم فى أماكنهم. الإنابة جائزة وحول مشروعية الإنابة فى ذبح الأضحية فى بلد المضحى الأصلي، يقول الشيخ خالد عمران، أمين الفتوي، إن الإنابة فى الذبح فى بلد المضحى الأصلى لا بأس بها ولا تخل بصحة الأضحية؛ فإذا سافر المضحى للعمل أو الإقامة أو لغرض آخر فى بلد ما، فله أن يذبح فى بلد سفره، وله أن ينيب من يذبح عنه الأُضْحِيَّة فى بلده الأصلي، والذبح فى بلده الأصلى لكون الأُضْحِيَّة عن نفسه وعن أسرته وعمن ينفق عليهم، وهذا فيه وفاء بحق موطنه وصلة لأهله. لا يجوز التبرع بقيمتها وعن مشروعية التبرع بقيمة الأضحية للفقراء والمحتاجين، وهل يجوز ذلك أم أنه لا بد من الذبح، أوضح أمين الفتوي، أن الأضحية شعيرة تعلقت بإراقة الدم، والأصل أن الأمر الشرعى إذا تعلق بفعل معين لا يقوم غيره مقامه كالصلاة والصوم، بخلاف الزكاة، مشيرا إلى أن المقصود من ذلك إظهار الشعيرة بشروطها الشرعية والطبية والبيئية على الوجه الأمثل. وحول أن المرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الأسواق لشراء الأضاحي، هل يجوز لهم شراء صك الأضحية للجمعيات الأهلية، أكد الشيخ خالد عمران، أن الصك نوع من أنواع الوكالة، وهى جائزة فى النيابة فى ذبح الأُضْحِيَّة وتوزيعها، ويجب على الوكيل أن يراعى الشروط الشرعية فى الأُضْحِيَّة: من سِنِّها وسلامتها من العيوب، وذبحها فى وقت الذبح، وتوزيعها على من يستحقها، وهذا جائز لكل أحد، ولو لم يكن مريضا أو كبير السن، وقد اتفق الفقهاء على أنه تصح النيابة فى ذبح الأُضْحِيَّة، فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«يَا فَاطِمَةُ قَوْمِى إِلَى أُضْحِيَّتِكَ فَاشْهَدِيهَا فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وَقُولِي: إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلَّهُ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ عِمْرَانُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكِ خَاصَّةً - فَأَهْلُ ذَاكَ أَنْتُمْ -أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: لَا بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً»، فهذا الحديث يفيد جواز النيابة، لأن فيه إقرارا على حكم النيابة. سلوك مرفوض وعن حكم ذبح الأضاحى فى الشوارع والطرقات العامة وترك الدماء ومخلفات الأضحية فى الشارع بحجة أن هذا إظهار للشعيرة، أوضح قائلا: إن الذابح للأضاحى أو غيرِها فى شوارع الناس وطرقهم مع تركه المخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة، ويعرضهم أيضًا لمخاطر الإصابة بالأمراض المؤذية، وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذى رواه أَبو بَرْزَةَ رضى الله عنه قَالَ قُلْتُ: يَا نبى اللَّهِ، علمنى شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ «اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ»، فكما أن إماطة الأذى صدقة، وهى من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى فى طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان، وإن ذلك ليجلب الأذى لفاعله فى الدنيا والآخرة، ودليل ذلك ما رواه معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز فى الموارد وقارعة الطريق والظل»، فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه - مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار- مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها، فالواجب القيام بهذا الذبح فى الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأى بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذى مشاعرهم وأبدانهم.