زهقت من القشاش؟ اركب المجرى. فوجىء أصدقائى وصديقاتى على مائدة المقهى وأنا أزيح لعبة الطاولة جانبا رافضة فكرة لعبة المعاشات، حتى ونحن تحت السن بقليل.. وكأننى أمسك ميكروفونا أخطب دعوة لوزارة السياحة والقائمين عليها وعلى السياحة واللى جابوا السياحة وطفشوها دعوة للعمل والإنجاز لتنفض عن نفسها سنين من الكسل والبلطجة و«الفوريجة» ونظام «قلب الزبون» وهات «البقشيش» يا خواجة، وإلخ من مظاهر «الاستنطاع» السياحى الذى نقابل به الأجانب لغاية ما طفشوا والحمد لله.. وأصبحنا على الحميد المجيد.. بسبب عوامل التطفيش من جانب والإرهاب الذى سقط على رءوسنا من كل جانب! يا أصدقائى قلتها وأنا احتسى كوبا من الزنجبيل بديلا عن القهوة كما تعلمت فى المصحة «المجرية» فى بودابست.. يا أصدقائى تخيلوا نفسكم فى عيون حلوان الكبريتية أو حتى فى عيون الواحات البحرية المعدنية أو ممكن فى عيون سيوة ورمالها الشافية من الأمراض كل الأمراض تقريبا! تخيلوا أنفسكم وقد تحولتم فيها إلى رواد مصحة عالمية بل منتجع سياحى على أعلى درجات الرقى والبساطة فى نفس الوقت.. يأتى إليكم الزبون المريض من كل فج عميق! عاوز تنزل العين الكبريتية؟ ادفع!! باليورو أو بالدولار ولولاد البلد مخصص أيام بالعملة المحلية. ثم أقيمت على تلك العيون فنادق تبدأ من نجمة ويمكن أن تصل إلى خمسة نجوم كلها تدور حول العيون الكبريتية الثلاث وفى بلدة واحدة!! وبجانب العيون الثلاث الصغيرة جدا والتى لا تقارن فى صغرها حمامات السباحة فى التجمع أو الساحل أو 6 أكتوبر أو غيرها من المدن الجديدة.. تحتل العيون الكبربتية بدرجات حرارتها المتفاوتة ثلاثة حمامات سباحة محددة المدة.. لا يتجاوز الجلوس فيها أكثر من ربع ساعة.. تشفى أمراض الجلد والعظام والروماتيزم والروماتويد والفايبرو مايولجا هذا المرض الجديد الذى يصيب العضلات بالآلام نتيجة الضغوط العصبية الحديثة.. وفى الوسط حنفية مياه كبريتية لعلاج القولون. الطريف أنهم قاموا بإلحاق ثلاثة عنابر ملحقة بالفندق المقام على العيون كل عنبر به حجرات نظيفة بسيطة لعمل أنواع من «الماساجات» هذا مساج طبى وذاك مساج تايلاندى وهذا مساج للقدمين وثالث لليدين، وعلى كل لون. المهم أن سيادتك تخرج من العيون على الماساج على يد بنات زى القمرات على رأى عم صلاح جاهين حلوين مش عارف ليه قولوا هييه. وترجع حسب تعليمات الطبيب الذى لا يتخطى درجة «ممارس عام» لا أكثر الذى يحدد لك نوعية العلاجات التى تحتاجها حسب إشاعات أو تحاليل أنت جاى بها من بلدك. فهذا يحتاج إلى عشر جلسات مساج ومعها عشر جلسات دفن بالطين مثل دفن الرمال عندنا فى الواحات والآخر يدخل كهف الملح وهو عبارة عن حجرة صممت على شكل الكهف مملوءة بالملح المتجمد كالديكور ومقاعد وسراير تنام عليها باسترخاء ليقوم الملح بامتصاص الطاقة السلبية التى بداخلك!! ولا تسألنى ما هى الطاقة السلبية أو الإيجابية فأنا لا أفهم معنى الطاقة أساسا! وفاكرين زمان لما كانت خالتى نفيسة تمسح البيت بالملح الرشيدى! هوه نفس الفكرة يا أصدقائى.. تحولت فكرة خالتى إلى شىء متطور عبارة عن حجرة على شكل كهف متجمد بالملح علشان تبقى مسترخيا. ومن كهف الملح إلى المساج تحت الماء مثل الجاكوزى لكن بخرطوم مياه يشبه خرطوم المطافى يمرون به على المناطق التى تؤلمك فى عضلات جسمك لتتفكك وتسترخى بديلا عن الأدوية. المهم إنها مجموعة من العلاجات الطبيعية مثل أى مركز علاج طبيعى عندنا، لكنها مقامة ومصاحبة لثلاث عيون كبريتية يتيمة موجود لدينا مثلها كتير مهمل ومجانا.. لكن على رأى اليهود المنتشرين فى المجر المسيطرين بالطبع على فكرة السياحة العلاجية وهم نفسهم أصحاب فكرة الدنيا للشاطر والشاطرة تغزل برجل حمار!! لقد وضعوا أيديهم على ثلاث عيون مجرية وحولوها إلى منتجع سياحى عالمى أوروبى أمريكى طبعا.. والغريب أنه لا فيه داعش ولا إرهاب.. ليه؟ مش عارف! ألقيت سؤالى هذا وأنا أشرب «الزنجبيل» واقترح على شلة المقهى وأصحابه عمل مشروب السبانخ والملوخية والنعناع الذى يجدد ما أتلفه الدهر والفساد والإهمال والتطنيش والتطفيش وايوووه جااااى.. واحد سحلب واثنين ملوخية بالسبانخ.