أيام.. ويهل علينا شهر رمضان الكريم... شهر الصوم ونزول القرآن والانتصارات, ففيه انتصر المسلمون في غزوة بدر وفتحت مكة وهزم التتار في معركة عين جالوت, وهزمت إسرائيل في العاشر من رمضان. وتبرز شخصية المسحراتي في رمضان, فكان أول مسحراتي في الإسلام بلال مؤذن الرسول بينما كان أشهر مسحراتي الزمزمي الذي كان يحمل قنديلين كبيرين, أما أول مسحراتي في مصر فكان الوالي عتبة بن اسحق الذي تولي بنفسه هذه المهمة, ثم أصبح المسحراتي يسحر الناس بالدق علي البازة بينما كان سكان الصعيد يستخدمون النبوت في الطرق علي الأبواب, ثم ظهر المسحراتي عبر الإذاعة والتليفزيون. إلا أن مسحراتي العرب عام 2012 يدعو ال50 مليارديرا عربيا الذين يملكون 500 مليار دولار, إلي أداء واجبهم بشكل مؤسسي, في مساعدة أشقائهم العرب, خاصة الذين يعيشون تحت خط الفقر, (أقل من دولارين يوميا) (72 مليونا) أو تطحنهم البطالة (75 مليونا) أو يشكون من أمراض سوء التغذية (ثلاثة من كل عشرة أشخاص). وينبه المسحراتي الفلسطينيين والصوماليين والعراقيين والسودانيين واليمنيين واللبنانيين وكذلك القادة العرب الي ضرورة ان يتمثلوا حكمة العود والحزمة للحكيم العربي الذي جمع أولاده وأعطي كلا منهم عودا وحزمة فكسر العود ولم يقدر علي كسر الحزمة فقال لهم, انكم كذلك في تجمعكم قوة.. وفي تفرقكم ضعف. كما يدعو المسحراتي العرب الي تجنب خلافاتهم حتي لا يتكرر موقف الباحث الاقتصادي الكبير الذي تقدم الي المؤتمر الاقتصادي العربي في بيروت عام 1998 باقتراح اصدار عملة عربية موحدة, ولما فوجئ بتمسك الدول العربية باسم عملاتها (جنيه.. ريال.. دينار.. ليرة) اقترح ساخرا لإرضاء الجميع, أن ترمز العملة الجديدة الي الحروف الأولي لتلك العملات ليصبح اسمها الجردل!. فهل هذا يليق بالعرب في وقت لا مكان فيه إلا للأقوياء والتكتلات الاقتصادية والسياسية؟ المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين