لم يأت إعلان إدارة عمليات حفظ السلام منذ عدة أيام عن تبوء مصر المرتبة الثالثة عالميا ضمن تصنيف الدول الكبرى المساهمة بقوات شرطية خلال الفترة الحالية بعدد قوات 729 ضابطا وفردا ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى عدد من البلدان، بمحض المصادفة، بل كان نتيجة جهد ومثابرة وعرق بذل خلال سنوات طويلة لرفع اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية، وتأكيدا على الدور والريادة المصرية فى المنطقة.. ومن خلال ذلك التتويج الذى حصدته مصر كان لابد من توضيح مهمات بعثات حفظ السلام ودور مصر ومشاركتها فيها ، حيث تعد بعثات حفظ السلام أساسية لمنظمة الأممالمتحدة لحفظ وبناء السلام بمناطق النزاعات المسلحة، وأداة تنفيذ ناجزة تضطلع المنظمة باستخدامها فى الدول التى تشهد نزاعات «داخلية خارجية» لوقف الاقتتال أو فض الاشتباك المسلح بين الأطراف المتحاربة، وتعد مصر من طلائع الدول المشاركة ببعثات حفظ السلام، منذ نشأتها بل يمكن القول إن أول بعثة حفظ سلام على مستوى العالم تم نشرها فى مصر عام 1956 بمنطقة شبه جزيرة سيناء تحت مسمي» «1-unef للإشراف على وقف إطلاق النار وانسحاب قوات دول العدوان الثلاثى ، فضلا عن الدور المحورى لعميد الدبلوماسية المصرية الوزير الراحل بطرس غالى الأمين العام السادس لمنظمة الأممالمتحدة الأسبق 1992- 1996 ، والذى أطلق مبادرة كيان رسمى متخصص لإدارة شئون بعثات حفظ السلام، وهى إدارة عمليات حفظ السلام» dpko» التى تم إنشاؤها فى عهده عام 92. وذكرت مصادر أمنية أن مشاركات وزارة الداخلية ببعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام منذ عام 1989، حيث كانت أولى المشاركات بعملية حفظ السلام بدولة ناميبيا، ثم توالت المشاركات منذ ذلك التاريخ فى العديد من البعثات الأممية فى دول «كمبوديا وسراييفو ويوجوسلافيا السابقة، سلوفاكيا، الصومال، المغرب» الصحراء الغربية»، البوسنة والهرسك ، كرواتيا، أنجولا، تيمور الشرقية، كوسوفو، الكونغو الديمقراطية، السودان، ليبيريا، هاييتي، تشاد، إفريقيا الوسطي، ليبيا، مالي، كوت ديفوار» حيث بلغ عدد الضباط المشاركين من وزارة الداخلية بتلك البعثات نحو 2436 ضابطا. وأضافت المصادر أن عدد المأموريات التى شاركت فيها الداخلية نحو 88مأمورية فى عدد 18 دولة بإجمالى 4452 شخصاً عبارة عن 2436 ضابطا ، شاركوا فى تلك المأموريات منذ عام 1989 وحتى عام 2016، كما أن عدد الأفراد بلغ نحو 2106 أفراد شاركوا منذ عام 2009 وحتى 2016 فى بعثات حفظ السلام ب «إقليم دارفور بالسودان، الكونغو الديمقراطية، جمهورية إفريقيا الوسطي»، مضيفة أن المشاركة الشرطية المصرية فى بعثات حفظ السلام تنقسم إلى نوعين من المشاركة» مراقبين شرطيين «ضباط»، وحدات شرطية مشكلة «ضباط وأفراد» وذلك وفقا لولاية البعثة والمهام الموكلة للعنصر الشرطى بها والخبرات المطلوبة بذات المهمة. وحول مشاركة قوات الشرطة حاليا أشارت المصادر إلى أن الداخلية تشارك بقوات فى السودان»دارفور»، مالي، ليبيريا، هاييتي» وذلك اتساقا مع التوجه المصرى الوطنى فى الالتزام بدوره فى صون السلم والأمن الدوليين، وتعزيز وإرساء دعائم السلام فى مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، كما تشارك 5 وحدات شرطية ببعثات حفظ السلام فى إقليم دارفور، والكونغو الديمقراطية، وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي». وأوضحت المصادر أن وزارة الداخلية حريصة على انتقاء أفضل العناصر الشرطية من أبنائها «ضباطا وأفرادا» باعتبارهم سفراء لها بالخارج، لتمثيلها بتلك البعثات إيمانا منها بدورهم الإنسانى الممتد خارج حدود الوطن، وتثمينا للأهداف الإنسانية لبعثات حفظ السلام، والتزاما منها بتقديم كل ماهو غال ونفيس لتحقيق الأمن والاستقرار فى مختلف مناطق الصراعات، مضيفا أنه يتم إلحاق العناصر الشرطية المرشحة للمشاركة ببعثات حفظ السلام بعدد من الدورات التثقيفية والتوعوية بدور منظمة الأممالمتحدة، وطبيعة مهام حفظ السلام، تعقبها سلسلة من الاختبارات التأهيلية فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية داخل الوزارة، كما يتم إخضاعهم للفحوصات الطبية المتقدمة للاطمئنان على لياقتهم الجسمانية والنفسية والصحية، وفقا لقواعد وشروط الأممالمتحدة بشأن المشاركات ببعثات حفظ السلام، كما تتعاون وزارة الداخلية مع عدد من المراكز التدريبية المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة فى تأهيل وتدريب العناصر الشرطية ، حيث يتم إيفاد الضباط المرشحين للمشاركة المستقبلية للالتحاق بدورات تدريبية بتلك المعاهد، إلى جانب قيام مركز القاهرة الإقليمى للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى إفريقيا التابع لوزارة الخارجية «cccpa» وهو أحد المراكز المصرية الرائدة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية فى تنظيم عدد من الدورات التدريبية الأساسية والمتقدمة للمشاركين فى تلك المهمة. وحول مشاركة العناصر النسائية من الشرطة المصرية فى قوات حفظ السلام أكدت المصادر أن وزارة الداخلية شاركت عامى 2014 و2015 لأول مرة فى تاريخها بإحدى ضابطات الشرطة ببعثة الأممالمتحدة للاستفتاء بالصحراء الغربية، وامتدت فترة مشاركتها بتلك المهمة لمدة عام، ولاقت خلالها تلك التجربة استحسانا واسعا من جميع القيادات الأممية فى مختلف المناسبات، وسيتم الدفع بعدد من الضابطات للمشاركة ببعثة حفظ السلام بإقليم دارفور.