150 عاما هى عمر القاهرة الخديوية التى أنشأها الخديو إسماعيل لتكون أول مدينة مخططة عمرانياً بمحاكاة النظام الأوروبى فى أفريقيا والمنطقة العربية بأسرها، فهو منشئ القاهرة الحديثة التى أطلق عليها مفكرو الغرب اسم ( باريس الشرق ) لارتباط تخطيطها بالتخطيط الجديد لباريس. اعتبره المؤرخون صاحب عظمة و شخصية قوية لا تتراجع أمام المستحيل، فقد منح مصر وجها جديدا متألقا وحدد معالمها الحضارية من خلال إنجازات ومشروعات جليلة بقيت محفورة على جدران القاهرة الحديثة بمبانيها وشوارعها وميادينها. لذا قررت محافظة القاهرة تكريم صانع نهضتها فى القرن التاسع عشر من خلال نقل تمثال الخديو الموجود بمدينة الإسكندرية إلى القاهرة موطن انجازه وذلك بعد التنسيق بين محافظ القاهرة ومحافظ الإسكندرية. وتقرر وضعه فى أحد الأماكن التاريخية التى قام بإنشائها وهو قصر عابدين الذى يعد أول مقر لإدارة شئون الحكم بعد القلعة حيث سيتم وضع التمثال فى الساحة الكبرى المقابلة للقصر، والتمثال كما يصفه الدكتور عمرو الطيبى المدير التنفيذى بوحدة الإنتاج المتماثلة بوزارة الآثار يمثل الخديو إسماعيل واقفا على قاعدة من الجرانيت مقدماً القدم اليمنى خطوة إلى الأمام قابضا على سيفه بيده اليسري، يعلو رأسه طربوش ومرتدياً معطفاً مزيناً بالنياشين، وهو مصنوع من البرونز بارتفاع حوالى 2.70متر، وقد صممه الفنان الإيطالى إمليو فوتش. و أزاح الستار عنه الملك فاروق فى الرابع من شهر ديسمبر عام 1938م، حيث كان فى مكانه الأصلى فوق النصب التذكارى للجندى المجهول بمنطقة المنشية، والتمثال هدية من الجالية الإيطالية التى كانت تعيش بالإسكندرية، وهو موجود الآن بمنطقة كوم الدكة على مقربة من المسرح الروماني.