تبدو العلاقات المصرية الأمريكية علي أعتاب مرحلة جديدة, فلاتزال أشباح التوترات السابقة الخاصة بقضية التمويل الأجنبي, ودعم النظام السابق, وعدم تقديم شيء عملي ملموس للثورة المصرية.. أمورا تخيم علي مستقبل العلاقة ما بين واشنطنوالقاهرة, وبرغم كل الإدعاءات الأمريكية, ومحاولة اقتناص نصيب وافر لإدارة أوباما بشأن الربيع العربي عموما, والربيع المصري بوجه خاص, فإن الأغلبية الصامتة وعدة ائتلافات وحركات سياسية وقوي ثورية قد سيرت مسيرات مناهضة لزيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلي القاهرة, بل إن استطلاعات الرأي الأمريكية تظهر بوضوح تراجع نسبة الرضا عن أمريكا, وذلك بالرغم من كل المحاولات الأمريكية لإدارة أوباما, وهذا ليس مقصورا علي مصر, بل يمتد ليشمل باكستان وأفغانستان ودولا عربية وإسلامية أخري, لعل من أبرزها تركيا. وانطلاقا من هذه الأرضية غير المواتية, واستشعارا لمدي رفض الشعب المصري للتدخل الأجنبي, فإن القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية د. ياسر علي, أكد أن مصر لا تسمح لأحد بالتدخل في شأنها الداخلي, وهذه هي اللغة التي يرغب المصريون في أن يروها تتحول إلي أفعال, كما أن المصريين قد سئموا من الوعود الفارغة من قبل الإدارة الأمريكية بشأن استعداد واشنطن لإسقاط مليار دولار من الديون المصرية, وتقديم ائتمان ب250 مليون دولار, وتوسيع آفاق الاستثمار, والحديث عن صندوق الأعمال المصري الأمريكي بقيمة 60 مليون دولار كمبلغ أولي, وهذه كلها مجرد خطوات صغيرة للغاية, بل ويشعر كثير من المصريين بأنها متأخرة, ولن يكون بمقدورها الإسهام بدور كبير في حل مشكلات الاقتصاد المصري, ناهيك عن تلبية التوقعات من الثورة المصرية, ويبقي أن واشنطن مطالبة بعدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية, وبتقديم حزمة اقتصادية لائقة لتعزيز الاقتصاد المصري, وبخطوة جريئة مثل اتفاقية تجارة حرة مع مصر.. وذلك لإثبات صداقتها التي سمع المصريون كثيرا عنها ولم يروا آثارها علي أرض الواقع, إلا أن الأيام تعطي واشنطن فرصة أخري.