تحدثت مصر بأكملها على الشاب المعجزة ياسين الزغبى الذي ظهر في مقدمة المشاركين فى المؤتمر الرابع للشباب بالإسكندرية الأسبوع الماضي وقد أثنى الرئيس عبد الفتاح السيسى على هذا الشاب بأن يلبى ويجاوب على جميع المطالب والشكاوى التى جمعها ياسين فى جولته على دراجته . استعرض ياسين قصته فى مستهل المؤتمر قائلا بأن إعاقته لم تمنعه من الشعور بالحياة والتطلع الى المستقبل بعد تعرضه لحادث فى مدينة شرم الشيخ أثناء ممارسته للسباحة وفقد على إثرها ساقه اليسرى . وبعد تركيبة لساق صناعية لم يتوقف عند ذلك وكانت هذه بداية العثرات التى واجهته فى الحياة . ان العثرات والعقبات التى تواجهك فى الطريق ليست سهلة ولكنها تحتاج لإرادة ومثابرة وعزيمة لأن الطريق وعر وليس مفروشا بالورود بل انه مليء بالأشواك ، فان العثرات تؤخرك فى الوصول لهدفك والاستمرار فى المضي ولكن هذا من أقدارك التى كتبها الله عليك فلا تحزن فما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك . يعتبر أول خطوة فى طريق نجاح ياسين هو إرادته وعزيمته على أن يلغى من حياته كلمة معاق وبإرادته شارك المدرسة برحلته الأولى للعين السخنة ولم يكتفي بذلك فتخطيه للعقبة الأولى فى الحياة أعطاه خبرة مما دفعه للمشاركة فى رحلة أخرى للغردقة استغرقت ثلاث أيام فمع العمل وتطوير الذات تزداد الخبرات والمهارات . قام ياسين بذلك كله مع ابتسامته المشرقة التى لم تفارق وجهه أبدا وقد اجتاز بهذه البسمة جميع المحن للوصول لهدفه . ولم يفكر لذاته فقط ففكرة تجميع مشكلات الناس ومطالبهم وطرحها للسيد رئيس الجمهورية فى حد ذاتها فكرة تعبر عن إحساسه بالمسئولية تجاه الغير . كما أن إرادته للالتحاق بكلية الحقوق يدل على استمراره ومواظبته فى مساعدة الأصحاء قبل المعاقين والعكس صحيح ليساعد به كل مظلوم ويحاول تغيير القوانين لما هو أفضل . ومن هذا المثل الذي يحتذي به نستنبط بأن ظاهرة ياسين الزغبى ليس معاقا لتحمله مسئولية الغير قبل مسئوليته وكثيرا ما نحاط بأناس أصحاء ولكنهم يتصفون بالإعاقة لقصور قدرتهم على مجرد التفكير . [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح;