الإعلام فى الغرب لا يركز على العنف الذى يتعرض له مسلمون فى هذه البلاد، وإذا تحدث عنها فيكون بقدر أقل كثيرا من تركيزه على ما يجرى من عنف ضد مسلمين.هذه شهادة إثنين من كبار الباحثين هما آمارنث آماراسينجما عضو معهد لندن للحوار الإستراتيجى، وجيكوب ديفى الباحث المتخصص فى حركات اليمين المتطرف، وطبقا لدراستهما المشتركة فقد لوحظ فى السنوات الأخيرة تصاعد أعمال العنف من جانب اليمين المتطرف، لكن كان يتم التعتيم على تلك الأعمال فى الإعلام ، وقى المقابل يتم إبراز أعمال عنف يرتكبها مسلمون. وطبقا لما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ففى أبريل عام 2015 ألقى القبض على روبارت دوجارت فى ولاية تينيسى الأمريكية لصلته بتدبير مؤامرة بتجنيد أفراد لتكوين ميليشيا هدفها مهاجمة المسلمين المقيمين فى نيويورك. ووفق تقارير حكومية عن حالات أصبح فيها المسلمون هدفا لأعمال العنف، فإن الهجمات المتكررة من اليمين المتطرف كانت مسألة ظاهرة فى الولاياتالمتحدة، حيث كان المتعصبون البيض والمعادون للحكومة والنازيون الجدد، مسئولين عن الهجمات الإرهابية التى وقعت من بعد الحادى عشر من سبتمبر 2011، وخلفت وراءها العديد من الضحايا. وفى فبراير عام 2015 قام جريج ستيفان وعمره 46 عاما، بقتل ثلاثة مسلمين، بإطلاق النار عليهم فى منطقة شابل هيل بمدينة نيويورك، وقرر مكتب التحقيقات الفيدرالى أن الحادث جريمة كراهية، لكن الإعلام لم ينشر تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالى، وتم التعتيم إعلاميا على الحادث. وفى عام 2016، أدين جلندون سكوت عضو منظمة « كو كلوكس كلان» والمعروفة فى الولاياتالمتحدة بعدائها الشديد للمسلمين، بالتآمر لقتل عدد كبير من المسلمين. وحذر الباحثان من أن ما يحدث يدفع عددا كبيرا من الأشخاص نحو التطرف بإيعاز من جانب اليمين المتطرف، وأن ترك هذه التصرفات دون ردع يمكن أن يؤدى إلى تزايد موجات التطرف من الجانبين حيث يغذى كل منهما تطرف الأخر. ويضيف الباحثان أن الأبحاث الخاصة بحركات اليمين المتطرف ركزت على أشخاص يتعاملون مع عشرات الصفحات على موقع التواصل الإجتماعى، «فيس بوك» وذلك فى بريطانيا، والتى تركز على نشر الأفكار المتطرفة. وقد أظهرت هذه الصفحات تأييدا لأيدلوجية اليمين المتطرف وتبنى أفكاره المتشددة. ويضيف الباحثان أن تحليلاتهما كشفت عن سبعة آلاف مستخدم لهذه الصفحات بشكل منتظم، وأن 2500 منهم أعربوا عن تأييدهم للعنف الشديد ضد المسلمين. ويقول التقرير أن جهدا كبيرا بذل لمواجهة الجماعات الإرهابية التى تنسب نفسها للإسلام، ومن يقوم بتأييدها فى الغرب، والأن فإن هناك حاجة أكثر من أى وقت مضى لبذل نفس الجهود فى مواجهة التطرف اليمينى. البحث الذى قامت صحيفة «نيويورك تايمز» بنشره بعنوان «وماذا عن إرهاب اليمين المتطرف؟» يكشف عن وجه أخر من وجوه تعامل الإعلام فى الغرب مع قضايا خطيرة، بقدر كبير من التحيز الذى يعمل على إخفاء الحقيقة ولا يظهرها كاملة، وهو ما يحدث بالفعل سواء فى دول أوروبية غربية أو فى الولاياتالمتحدة. وضمن ظاهرة هذا التحيز، تحقيقات كان قد أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالى فى الولاياتالمتحدة، عن عمليات عنف وإرهاب إرتكبتها منظمات بعضها مسيحية ويهودية وقليل منها منظمات تضم مسلمين، ومع ذلك لم يهتم الإعلام بأن يعلن عن المنظمات غير المسلمة مثلما كان يعلن عن عمليات قام بها مسلمون متطرفون، وينسب أعمالهم زورا إلى الإسلام, في حين كان يجب بدلا من أسلوب الكيل بمكيالين أن تقدم الصورة الحقيقية كاملة للرأى العام.