الاهتمام المتزايد بالجمال في عصرنا الحالي, هو ما يفسر تزايد أعداد السيدات اللاتي يطلبن إجراء عمليات تجميل, خاصة من لديهن هوس التقليد لكي تشبه الفنانة التي تحبها اوالتي يحبها زوجها. شيماء إبراهيم حاصلة علي الدكتوراه تقول أنا مع عمليات التجميل لأننا في وقت ارتفعت فيه سن الزواج والسبب هو عدم رضا الشباب عن الفتاة التي يتقدم لخطبتها فهي في نظره لا تشبه فتاة أحلامه الفنانة الفاتنة ولذلك من تستطيع أن تجري هذه العمليات فلا بأس حتي لا يفوتها قطار الزواج. أما سارة جمال طالبة جامعية تري أن المرأة لا تحتاج لإجراء هذه العمليات لأن الله خلق المرأة جميلة, ولكنها تحتاج لبعض العناية بنفسها حتي تظهر جمالها. ويري د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة عين شمس أن انتشار عمليات التجميل ترجع الي قلة الثقة بالنفس وأن السيدة التي تجري هذه العمليات تشعر أنها أقل جمالا من زميلاتها وهو شعور داخلي, او أنها تريد أن تسمع كلاما جميلا من الرجل فيه الكثير من العواطف لأن هذه الكلمات في ظل الخرس الزوجي والظروف المعيشية الحالية أصبحت قليلة بين الأزواج, رغم أنها تلعب دورا رئيسيا في المشاعر الإنسانية والتقارب بين الناس. ويعتقد أنه إذا اكتشف الزوج أن زوجته قد أجرت عملية تجميل قبل الزواج ولم تخبره فإنه قد يتأثر بهذا الأمر بشدة, وتحدث بعض المشكلات الاجتماعية والنفسية بين الزوجين, وذلك لأن الجوانب الإنسانية تهتز بشدة. أما د. أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع جامعة قناة السويس فيقول أن أجمل صورة للإنسان هي تلك التي خلقها الله عليها فإن الإنسان لم يخلق قبيحا ولا يوجد إنسان شكله غير مقبول وأن الطبيعة البشرية تحرص علي الظهور أمام الآخرين في أبهي صورة لأن المظهر هو أساس الإتصال بين الأشخاص فالإنسان يكون الفكرة الأولي عن الشخص الذي أمامه عن طريق مظهره والمظهر الحسن يزيد من ثقة الإنسان بنفسه ويحسن من عمله ويبرز شخصيته ومن هنا كان اهتمام الرجل والمرأة علي حد سواء بمظهره, والتاريخ يؤكد أن الإنسان يغير مظهره علي مر السنين باختيار أنواع مختلفة من الملابس والزينات والمجوهرات والإهتمام بشعره او اضافة مساحيق التجميل والآن بزيادة جراحة التجميل, وعمليات التجميل تنقسم الي قسمين الأولي عبارة عن عمليات يتم فيها تغيير مظهر الإنسان نتيجة أسباب معينة قد يحتاج الإنسان فيها الي التدخل الجراحي لتعيد الشكل او الجزء المتأثر بسبب الحوادث الي وضعه الطبيعي مثل حروق اليد والوجه او بسبب الأورام او العمليات التي تجري من أجل التقليل من الآلام الناتجة عن تمزق الأعصاب فهذه العمليات أهلا بها.. أما القسم الآخر والذي يخص التجميل من أجل التجميل ويتصل بعدم الرضا من الصورة التي خلقه الله عليها فإن ذلك يعد تبديلا لخلق الله فهذا مرفوض ويحاسب الله عليه الإنسان, خاصة وان عمليات التجميل لا تستمر طوال العمر فالشكل يتغير مع مرور الزمن فهل يا تري كلما تقدمنا في العمر نجري عملية تجميل!. ويري د. أحمد يحيي عبد الحميد أن الجمال الخارجي مهم ولكن الجمال الداخلي هو الأهم وأن تكون روح المرأة علي نفس درجة الجمال التي تتطلع اليها.. ومع ذلك إذا كانت تلك العمليات ارضاء للزوج وبموافقته فلا مانع منها خاصة وان معظم الرجال هم الذين يدفعون زوجاتهم لإجراء تلك العمليات عن طريق معايرتهم بأجسادهن والمقارنة بينهن وبين الفنانات. وأخيرا إذا قامت المرأة بتلك العمليات قبل الزواج, ولم تخبر زوجها ثم اكتشف ذلك فهو يعتقد أنها كذبت عليه وأما ان يسامحها وإما ان يرفض هذا النوع من الكذب ويكون ذلك هو المدخل الطبيعي للفشل.