رغم مرور عدة أسابيع على قرارات المقاطعة العربية ضد قطر فإن موقف الدوحة وكما تعبر عنه قناة الإفك والبهتان المسماة بقناة الجزيرة مازال يعكس عنادا وعصبية بأكثر من وجود رغبة حقيقية فى الاعتراف بالخطأ وسرعة الاحتكام للعقل والمنطق بإعطاء إشارات إيجابية تؤكد الرغبة فى غلق صفحة الماضى الكريهة والتوقف عن بث التحريض الإعلامى والتعهد بقطع كل صلة بالإرهاب تمويلا وتسليحا وتحريضا وإيواء. إن الذين صدعوا رءوس الأمة العربية بحرية الإعلام وحرية الرأى والتعبير بدأوا يضيقون ذرعا بما بدأ يتسرب عن النشاط التخريبى الذى تمارسه قطر وفيما يبدو فإنهم فى الدوحة وتحديدا فى قناة الجزيرة لم يتخيلوا أنه سيجىء يوم ويشربون من نفس الكأس ويرى العالم العربى صورة كاملة لما يجرى فى الدوحة من أجل بث الفرقة ونشر الفوضى وخدمة الأهداف الخبيثة لأعداء الأمة. وإذا كان للأزمة الأخيرة مع قطر من فوائد فإن أبرز وأهم هذه الفوائد أنها كشفت أكذوبة قناة الجزيرة التى لم يكن لها من هدف أو رسالة سوى ترويج الأكاذيب والشائعات وزرع الأحقاد وصناعة تجمعات الكراهية داخل كل وطن عربى لخلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن. ودائما كنا نتساءل ما هى الغاية من هذا الذى تبثه قناة الجزيرة وتصر عليه لسنوات طويلة وما هو القصد منه وجاءت الأزمة الأخيرة لتكشف أن قناة الجزيرة لا يربطها بقطر أو بالعالم العربى سوى رباط المقر الكائن فى الدوحة لأن ما يصدر عنها كأنه صورة بالكربون لذات الأهداف والغايات التى كانت تبتغيها الإذاعات الموجهة للعالم العربى فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وإن اختلف الأسلوب تبعا لاختلاف الظروف وتطور التكنولوجيا الذى جرى توظيفها على شاشات الجزيرة توظيفا شريرا ضد المصالح العربية العليا ولم يعد هناك شك فى أن الجزيرة مجرد خطوة جديدة على نفس طريق الإذاعات الأجنبية القديمة فى الزمن الفائت والتى كانت لديها رسالة واضحة ضد الأمة العربية وطموحاتها المشروعة فى نيل الاستقلال الوطني! خير الكلام: ليس لكل الزهور الجميلة رائحة زكية ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله