شىء ما بين قطر ومعظم الدول العربية والسبب مجموعة من العقد النفسية التى تسيطر على الذين أمسكوا بدفة الحكم فى الدوحة بعد انقلاب عام 1995 واستشعارهم وجود تيار عربى واسع من عدم الرضا الشعبى والرسمى لإزاحة الأمير خليفة والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم. وللأسف الشديد فإن من خلفوا الشيخ خليفة فى الدوحة سواء ابنه حمد أو حفيده تميم لم يجهدوا أنفسهم فى شرح ملابسات الانقلاب الأبيض عام 1995 وتوجيه رسائل طمأنة للعالم العربى وإنما ذهبوا إلى أسلوب جديد يعتمد على الترهيب والترغيب فأنشأوا قناة الجزيرة التحريضية وفتحوا خزائن المال لشراء الأنصار والأعوان فى كافة الأقطار ولم يدركوا للحظة أن بناء رقم صحيح لأى دولة ضمن المعادلات السياسية داخل الإقليم أو خارجه لا تنشأ بصخب الضجيج الإعلامى مهما بلغت حرفيته ومن ثم توالت خيبات الأمل للسياسة القطرية واحدة تلو الأخرى مما زاد من تراكم العقد النفسية التى تحكم تعامل الدوحة مع أشقائها العرب وتجعل من مشاعر الشك والريبة عنصرا فاعلا يزيد المخاوف والحساسيات! أريد أن أقول بوضوح: إن صميم الأزمة الراهنة مع قطر يرجع إلى العناد والعجز عن الخروج من دوامة العقد النفسية التى تسيطر على المزاج العام المحيط بدوائر صنع القرار فى الدوحة وهو أمر يصعب قراءته والتعامل معه بلغة الحساب السياسى بغية فك تعقيداته وألغازه وإنما هو فى حاجة إلى علاج نفسي. ولعل ما يزيد من مخاوف أصحاب النيات الحسنة والراغبين فى إنهاء هذه الأزمة إنه لا توجد على السطح مشكلة ظاهرة بين قطر وأشقائها العرب سوى تلك العقد النفسية التى استدرجت الدوحة لخنادق التحريض ونشر الفتن وإثارة الزوابع ودعم ورعاية الإرهاب دون سبب معقول حيث لا خلاف على حدود ولا صراع على آبار غاز ونفط اللهم إذا كانت قد نشأت عقدة مستحدثة اسمها التطلع لزعامة العالم العربي.. وعذرا فليس ما أقوله تخاريف صيام وإنما هو رؤية للأزمة من مكان بعيد! خير الكلام: السلم الذى يرفعك إلى القمة يستطيع أن يهبط بك إلى القاع ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله